قصص خطبة الجمعة المخدرات ضياع للإنسان مكتوبة وورد

يبحث الكثير من الأئمة عن قصص خطبة الجمعة القادمة المخدرات ضياع للإنسان مكتوبة وورد, وذلك حتي يسهل الاقتباس منها, وعبر مصر اليوم نيوز, نعرض لكم تحميل قصص الجمعة القادمة مكتوبة ورد.

بعد اتاحة   pdf نعرضها لكم جاهزة للنسخ وكاملة.

قصص خطبة الجمعة القادمة 25 جمادي الآخرة 1446ه –  27 ديسمبر 2024مـ

المخدرات ضياع للإنسان

القصة الاولي

لو اخترت الخمر لغوت أمتك

إنها الفطرة التي فطر الله الصالحين عليها, لا تستطيع إمساكها او ادراكها بالعين, وهي من أعظم مظاهر رحمة الله وتوفيقه لأمة الإسلام ,أنه حفظها بهداية داخلية من الغواية والضياع فهي الأصل والفطرة السليمة, والا  فهي التعدي والجور.

كانت رحلة الإسراء والمعراج من المعجزات التي أيد بها الله عز وجل نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- فقد أسري بالنبي -صلى الله عليه وسلم -من المسجد الحرام في مكة إلى بيت المقدس في فلسطين، ثم أكرمه الله وأصعده مع جبريل – عليه السلام-  إلى السموات العلى.

وفي هذا الحديث تبدو مظاهر لطف الله تعالى بهذه الأمة، وتوفيقه لنبيه -صلى الله عليه وسلم- لما فيه الخير والصلاح، ومنع غواية الأمة بكاملها؛ فيخبر أبو هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- في أثناء رحلة الإسراء لبيت المقدس، وكانت في العام العاشر من البعثة، قدم له إناءان ضيافة له، أحدهما فيه خمر، والآخر فيه لبن، وفي روايات أخرى ثلاثة آنية، والثالث إناء من عسل، فاختار النبي -صلى الله عليه وسلم -بتوفيق الله له- إناء اللبن، فأخبره جبريل عليه السلام أنه أصاب الفطرة باختياره اللبن، وأخبره جبريل -عليه السلام- أنه لو اخترت الخمر لغوت أمتك  ، فأبعد الله عنه الغواية، وهداه إلى سواء السبيل.

القصة الثانية

انتهينا

التشريع  والتربية سيان, تتأتي على مراحل رحمةً بالناس وتدرجًا وخاصة في بداية التشريع الإسلامي وتحريم أم الخبائث, ونزع آفتها التي تلبدت واستحكمت, برؤية وتأني في مراحل التحريم من الشارع الحكيم, ليكون أدعي للقبول وبعيدا عن فرض الحرج والمشقة.

يحكي  عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه قال: اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا. فنزلت هذه الآية التي في البقرة: ﴿يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس ( .

فدعي عمر فقرئت عليه، فقال: اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا. فنزلت الآية التي في النساء: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى﴾ ، فكان منادي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أقام الصلاة نادى: ألا يقربن الصلاة سكران. فدعي عمر فقرئت عليه.

 فقال: اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا, فنزلت) :يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون* إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون(. فدعي عمر، فقرئت عليه، فلما بلغ: ﴿فهل أنتم منتهون﴾ قال عمر: انتهينا، انتهينا.

***

القصة الثالثة

ألا إن الخمر قد حرمت ‏

عمق الإيمان وحب الطاعة والتي قرنت بسرعة الاجابة, اسمعوا سمعنا, اطيعوا اطعنا, وانتهت. ولم تكن هناك مساومة او محاجة, ما اسمهما؟ وما لونها؟ وما هي؟ أو أن الاسماء تشابهت علينا, وكأن السماء بعدها أمطرت خمراً فى طرقات المدينة.

كان أنس -رضي الله عنه- يسقي القوم في بيت أبي طلحة الأنصاري -رضي الله عنه- فنزل تحريم الخمر في الآيات التي في سورة المائدة: {يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون } .

فأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- مناديا ليعلم المسلمين في المدينة أن الخمر قد حرمت، وكان ذلك عام الفتح سنة ثمان من الهجرة، فقال أبو طلحة لأنس بن مالك -رضي الله عنهما-: اخرج فانظر ما هذا الصوت, فخرج أنس -رضي الله عنه- وسمع الصوت، ثم عاد لأبي طلحة رضي الله عنه، فأخبره أن مناديا ينادي: ألا إن الخمر قد حرمت.

فأسرع أبو طلحة في تنفيذ الأمر، وأمر أنس -رضي الله عنهما- أن يكفئ الآنية التي بها الخمر، فذكر أنس -رضي الله عن-ه أن الخمر سالت في سكك وطرق المدينة؛ من شدة امتثال الناس لأمر الله سبحانه ورسوله -صلى الله عليه وسلم-.

***

القصة الرابعة

وتُشرب الخمر ‏

تقترب الساعة ويضيع الانسان, ولضياعه علامات, ومنها انتشار شرب الخمر والمخدرات, رغم تحريمهما ورغم أن فيهما الهلكة للإنسان, وتبقي النجاة بالاعتصام بكتاب الله وسنته, وفعل الأوامر وترك المنهيات.

وقف  النبي -صلى الله عليه وسلم- وذكر أن من علامات قرب قيام الساعة أن يرفع العلم النافع المقترن بالعمل الصالح؛ وذلك بقبض أهله وموتهم، لا بمحوه من الصدور، فيتخذ الناس عند ذلك رؤوسا جهالا، يخوضون في دين الله برأيهم، ويفتون بجهلهم، فيتمكن الجهل من الناس ، ويفشو الزنا، وتنتشر الفاحشة.

  وتشرب الخمر بكثرة، ويصبح شربها منتشرا ومشتهرا بين الناس رغم تحريمه , ويتضاعف عدد النساء بالنسبة إلى عدد الرجال، حيث يقل من يولد من الذكور، ويكثر من يولد من الإناث، أو نتيجة الحروب والفتوح، حتى لا تجد الخمسون امرأة سوى رجل واحد يكفلهن ويعولهن ويقوم بشؤونهن.

***

القصة الخامسة

وما طينة الخبال 

أياً كانت المسميات مع كثرتها, الا أن الاتفاق أن كل مسكر يذهب العقل هو حرام, وإن سميت بغير اسمها، وقد توعد الله من يشرب الخمر بعذاب أليم في الآخرة, جزاء لمحرمات كان يتجرعها في الدنيا اذ لم يتب.

قدم رجل من جيشان -اسم مكان باليمن- فسأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن شراب يشربونه بأرضهم باليمن، هذا الشراب يصنعونه من ثمار نبات الذرة، وهي الحب المعروف، يسمونه المِزر، بكسر الميم، فسأله النبي -صلى الله عليه وسلم-: هل يسكر من يشربه؟ فأجاب الرجل أنه مسكر، فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم أن كل مسكر حرام، أي: إن كل شراب يسكر العقل ويذهبه، فهو حرام.

ثم بين النبي -صلى الله عليه وسلم- وعيد الله لمن يشرب الخمر والمسكرات من أي شراب كانت، فقال: إن على الله -عز وجل- عهدا، أي: جعله على نفسه سبحانه وتعالى، لمن يشرب ما يسكر، ولم يتب من شربه ومات مصرا على شربه؛ أن يسقيه في الآخرة من طينة الخبال، فسأله الصحابة -رضي الله عنهم-: وما طينة الخبال؟ فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «عرق أهل النار، أو عصارة أهل النار»، وهو ما يسيل من جلودهم من قيح وصديد وجلود ذائبة من شدة النار.

***

القصة السادسة

والله لا أشربها أبداً

ما يلبث المؤمن أن يخفت قمره حتي تتوهج شمسه, هكذا المؤمن إن مرض وكانت علته ذنبه, حتي تتجلى عظمة الروح حين تغلب النفس الأمارة بالسوء وتنقذها من الضياع ,في اوج معركتين أحداهما ظاهرة والأخرى باطنة .

أبو محجن فهو صحابي من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- ورضي عنهم  .وكان هذا الصحابي مبتلى بشرب الخمر، فكان يجاء به فيجلد ، ثم يجاء به فيجلد ، ولكنه كان يعلم أن هذا لا يعفيه من العمل لدينه أو القيام بنصرته ، فإذا به يخرج مع المسلمين إلى القادسية جنديا يبحث عن الشهادة في مظانها ، وفي القادسية يجاء به إلى أمير الجيش سعد بن أبي وقاص وقد شرب الخمر، فيحبسه سعد- رضي الله عنه- .

وكان الحبس عقوبة قاسية آلمت أبا محجن أشد الألم حتى إذا سمع ضرب السيوف ووقع الرماح وصهيل الخيل وعلم أن سوق الجهاد قد قامت ، وأبواب الجنة قد فتحت جاشت نفسه وهاجت أشواقه إلى الجهاد فنادى امرأة سعد بن أبي وقاص قائلا : حليني فلله علي إن سَلِمْتُ أن أجيء حتى أضـع رجلي في القيد، وإن قُتِلتُ استرحتم مني . فرحمت أشواقه ، واحترمت عاطفته وخلت سبيله ، فوثب على فرس لسعد يقال لها : البلقاء ،  ثم أخذ الرمح وانطلق لا يحمل على كتيبة إلا كسرها، ولا على جمع إلا فرقه ، وسعد يشرف على المعـركـة ويعجب ويقول : الكرُّ كَرُّ البلقاء ، والضرب ضرب أبي محجن ، وأبو محجن في القيد .

حتى إذا انهزم العدو عاد أبو محجن فجعل رجله في القيد ، فما كان من امرأة سعد إلا أن أخبرته بهذا النبأ العجاب وما كان من أمر أبي محجن ، فأكبر سعد – رضي الله عنه – هذه النفس ، وهذه الغيرة على الدين ، وهذه الأشواق للجهاد وقام بنفسه إلى هذا الشارب الخمر يحل قيوده بيديه الطيبتين ويقول : ” قم  فو الله لا أجلدك في الخمر أبدا ، وأبو محجن يقول : وأنا والله لا أشربها أبداً “

***

القصة السابعة

اتقوا الله واجتنبوا الخمر ‏

الخمر أم الخبائث، هكذا, فاذا أردت أن تأتي الخبائث والمحرمات كلها, فعليك  بأمها لا بجميعها, حتي تكون عليك مفسدة فيما أردته, وما هو غائب عنك ومستتر.

قام عثمان -رضي الله عنه- خطيبا  فى الناس فقال: ” أيها الناس، اتقوا الخمر؛ فإنها أمُّ الخبائث، ثم ذكر قصة لها فقال:

“إن رجلا ممن كان قبلكم من العباد، كان عابدا زاهدا  ، فلقيته امرأةُ سُوء   زانية أحبته وتعلقت به، فأمرت جاريتها فاحتالت عليه بحيلة لتدخله خلوتها (بشهادة يشهدها) , فأدخلته المنزل. فأغلقت الباب، وعندها اناء من خمر، وعندها صبي، فقالت له: لا تفارقني حتى تشرب كأسا من هذا الخمر، أو تواقعني أي :تزني بي، أو تقتل الصبي، وإلا صِحتُ، تعني: صرخت، وقلت: دخل علي في بيتي، فمن الذي يصدِّقك؟

فضعف الرجلُ عند ذلك وقال: أما الفاحشة فلا آتيها، وأما النفس فلا أقتلها، فشرب كأسا من الخمر. فقال: زيديني, فزادته، فو الله ما برح أي: ما ترك مكانه حتى  زني بها وقتل الصبي, فاتقوا الله واجتنبوا الخمر فإنها والايمان لا يجتمعان”.

***

القصة الثامنة

إن الله غفر لأهل الموقف جميعاً إلا محمد بن هارون ‏

سهل أن يضيع الانسان, وصعب أن يبحث عن نفسه ويجدها, فقط ما هي الا قطرات تتجرع من أم الخبائث, فالذنوب تترك أثرًا كبيرًا على النفس، الا أن تكون هناك  توبة صادقة تقرب الرحمة والمغفرة.

يحكي الفضيل بن عياض – رحمه الله- أنه في إحدى سفراته للحج لبيت الله الحرام وبينما هم بالموقف العظيم بعرفة أخذته سنة من النوم فرأى في المنام أن منادي نادى أن الله غفر لأهل الموقف جميعاً إلا واحد فقام هلعاً خوفاً من أن يكون هو, وعندما عاود الكرة, وأخذته سنة أخرى من النوم جاءه المنادي أن الله غفر لأهل الموقف جميعاً إلا محمد بن هارون الخرساني, فلما استيقظ سأل الناس أين قبيلة خرسان في هذا             الموقف ؟

فأشاروا إليه إنهم هناك, فذهب إليهم وسألهم عن شخص يدعى محمد بن هارون الخرساني فأشاورا : إنه هذا الرجل الصالح العابد, فوجده قائماً يصلي لله عز وجل وسأل عن حاله فقالوا إنه إما مصلي وإما ذاكر وإما باكي وخاشع, فذهب إليه الفضيل بن عياض , فقال له محمد بن هارون أتريد ان تخبرني بأن الله  غفر لأهل الموقف جميعاً  الا أنا , فقال له الفضيل ويحك ماذا فعلت لعلي أتعظ بك ؟

فقال : والله إن لي أربعين سنة أحج كل عام وفي كل عام يأتيني رجل صالح ويقص علي تلك الرؤيا فقال له وهو يبكي بكاءً شديداً : في شبابي كنت ألهو وأمرح مع أصدقائي وكنت فتى شقي وكنت أشرب الخمر , ففي ليلة عيد ذهبت مع أصدقائي لهونا كثيرا وشربنا الخمر, فلما عدت إلى بيتي فتحت أمي الباب وإذا بها تنهرني يا بني كل الناس تبيت في عبادة الله في تلك الليلة المباركة وأنت تشرب الخمر ؟ فلكزتها مرتين وهي تصرخ في وتقول يا بني لقد ضللت فحملتها ووضعتها في التنور وكان موقد لأنها تطبخ لأجل الإفطار بعد صلاة العيد واحترقت أمي نعم وضعتها في النار بيداي.

 وفي صباح اليوم التالي ذهبت إلى غرفة أمي كي أوقظها ، فو الله ما دريت ما فعلت بها فقد كنت مغيباً بسبب الخمر فقالت لي زوجتي : يا ظالم أما تدري ما فعلت بأمك البارحة ؟ قلت : وما فعلت؟ قالت لقد أدخلتها في التنور وهو موقد , لقد أحرقت أمك يا ظالم وما من أحد استطاع منعك فذهبت للتنور فإذ بأمي عظامها في التنور, لقد أحرقت أمي ومنذ ذلك اليوم وأنا تائب إلى الله آتي كل عام للحج ويرى رجل صالح نفس الرؤيا فغادره الفضيل بن عياض.

 وفي ليلته رأى رؤيا أن إذهب لمحمد بن هارون الخرساني وقل له لقد غفر الله لك, فذهب الفضيل بعد استيقاظه لمحمد وقال له: أبشر لقد رأيت رؤيا لقد غفر الله لك.

***

القصة التاسعة

يا فاطمة أدركي أباك ‏

في غياهب الليل ولحظات الضياع، تتجلي رحمة الله بالإنسان, تتوب فيتوب الله عليك, أو يتوب الله عليك فتتوب, لا فرق . فالأمر إن أتيت الله تمشي أتاك هروله, ولله المثل الأعلى.

يقول مالك بن دينار عن نفسه كنت شرطيا وبدأت حياتي ضائعا سكيراً عاصيا أظلم الناس وآكل الحقوق وأضرب الناس وافعل المظالم , وفي يوم من الأيام اشتقت أن أتزوج ويكون عندي طفله فتزوجت وأنجبت طفله سميتها فاطمة أحببتها حباً شديدا وكلما كبرت فاطمه زاد الايمان في قلبي وقلت المعصية في قلبي ولربما رأتني فاطمة أمسك كأسا من الخمر فاقتربت مني فازاحته وهي لم تكمل السنتين .

وكأن الله يجعلها تفعل ذلك وكلما كبرت فاطمه كلما زاد الايمان في قلبي , وكلما اقتربت من الله خطوه كلما ابتعدت شيئا فشيئاً عن المعاصي حتى اكتمل سن فاطمه ثلاث سنوات , فلما اكملت الـثلاث سنوات ماتت فاطمه.

يقول: فانقلبت أسوأ مما كنت ولم يكن عندي الصبر الذي عند المؤمنين ما يقويني على البلاء فعدت أسوا مما كنت وتلاعب بي الشيطان حتى جاء يوما فقال لي شيطاني : لتسكرن اليوم سكرة ما سكرت مثلها من قبل!! فعزمت أن أسكر وعزمت أن أشرب الخمر وظللت طوال الليل أشرب وأشرب وأشرب فرأيتني تتقاذفني الأحلام, حتى رأيت تلك الرؤيا .

 رأيتني يوم القيامة وقد أظلمت الشمس , وتحولت البحار إلى نار, وزلزلت الأرض  واجتمع الناس إلى يوم القيامة والناس أفواج وأفواج وأنا بين الناس وأسمع المنادي ينادي فلان ابن فلان هلم للعرض على الجبار يقول: فأرى فلان هذا وقد تحول وجهه إلى سواد شديد من شده الخوف حتى سمعت المنادي ينادي باسمي , هلم للعرض على الجبار يقول: فاختفى البشر من حولي وكأن لا أحد في أرض المحشر ثم رأيت ثعبانا عظيماً شديداً قويا يجري نحوي فاتحا فمه, فجريت أنا من شده الخوف فوجدت رجلاً عجوزاً ضعيفاًً فقلت : آه: أنقذني من هذا الثعبان فقال لي : يا بني أنا ضعيف لا أستطيع ولكن اذهب من هذه الناحية لعلك تنجو.

 فجريت حيث أشار لي والثعبان خلفي ووجدت النار تلقاء وجهي فقلت: أاهرب من الثعبان لأسقط في النار فعدت مسرعا أجري والثعبان يقترب ، فعدت للرجل الضعيف وقلت له: بالله عليك أنجدني أنقذني, فبكى رأفة بحالي وقال: أنا ضعيف كما ترى لا أستطيع فعل شيء ولكن سر إلى هذا الجبل فإن فيه ودائع المسلمين فإن كان لك فيه وديعة فستنصرك .

قال فنظرت إلى جبل مستدير من فضة وفيه كوى مخرمة وستور معلقة على كل خوخة وكوة مصراعان من الذهب الأحمر مفصلة باليواقيت مكوكبة بالدر, على كل مصراع ستر من الحرير , فلما نظرت إلى الجبل وليت إليه هاربا والتنين من ورائي, حتى إذا قربت منه صاح بعض الملائكة ارفعوا الستور وافتحوا المصاريع وأشرفوا فلعل لهذا البائس فيكم وديعة تجيره من عدوه, فإذا الستور قد رفعت والمصاريع قد فتحت فأشرف علي من تلك المخرمات أطفال بوجوه كالأقمار, وقرب التنين مني فتحيرت في أمري فسمعت الأطفال كلهم يصرخون: يا فاطمة أدركي أباك أدركي أباك !

يقول:  فعلمت أنها ابنتي ويقول ففرحت أن لي ابنة ماتت وعمرها ثلاث سنوات تنجدني من ذلك الموقف فأخذتني بيدها اليمنى ودفعت الثعبان بيدها اليسرى وأنا كالميت من شده الخوف ثم جلست في حجري كما كانت تجلس في الدنيا وضربت بيدها اليمنى إلى لحيتي وقالت يا أبت وقالت”: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ”, قلت وتحفظين القرآن, قالت:  أحفظه أحسن منكم.

ثم قلت: يابنيتي  أخبريني عن هذا الثعبا, قالت هذا عملك السيء أنت كبرته ونميته حتى كاد أن يأكلك , أما عرفت يا أبي أن الأعمال في الدنيا تعود مجسمة يوم القيامة.

قلت:  وذلك الرجل الضعيف؟  قالت ذلك العمل الصالح , أنت أضعفته وأوهنته حتى بكى لحالك لا يستطيع أن يفعل لحالك شيئاً ولولا انك أنجبتني ولولا أني مت صغيره ما كان هناك شيء ينفعك يقول : فاستيقظت من نومي وأنا أصرخ: قد آن يارب قد آن يارب,  يقول: واغتسلت وخرجت لصلاه الفجر أريد التوبة والعودة إلى الله يقول: دخلت المسجد فإذا بالإمام يقرأ نفس الآية:” ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله” فعلمت أنها لي .

***

القصة العاشرة

خصال تفسد الرجال الحليما

ضياع الانسان أن تضيع  كرامته ويذهب عقله, ويجعل من نفسه أضحوكة أمام الناس, وما بهذا يرضاه  عاقل, حتى وإن كان في الجاهلية, فهي الفطرة السليمة, قبل أن تكون من أسس الدين السليم.

كان قيس بن عاصم المنقري التميمي, في الجاهلية, شرّاباً للخمر مولعاً بها ، وذات يوم سكرَ فغمز مؤخرةَ ابنته وهو سكران ، وشتم والديه ، وأعطى الخمارَ مالاً كثيراً ، فلما أفاقَ وأخبروه بما فعل حرَّمها على نفسه وأنشد قائلا :

                                               رأيت الخمر صالحة وفيها … … … خصال تفسد الرجال الحليما

                                               فلا والله أشربها صحيحاً … … …    ولا أشفــــى بها أبـــــــداً سقيما

                                             ولا أعطى بها ثمناً حياتي … … … ولا أدعو لها أبـــــــــــداً نديما

                                             لأن الخمر تفضح شاربيها … … … وتجنيهم بها الأمــــــر العظيما

***

اللهم إنا تبرأنا من كل حول الا حولك, وتبرأنا من كل قوة الا قوتك, وتبرأنا من كل عزة الا عزتك , وتبرأنا من كل نصرة الا نصرتك, اللهم بحولك وقوتك وعزتك ونصرتك إلا  نصرت أخوانا لنا في فلسطين مستضعفين  مخذولين, أجعل اللهم ثأرهم علي عدوهم ومن ظلمهم ومن خذلهم, أنزل الثبات عليهم وتحتهم, وسخر جنودك لهم, وأرنا عجائب قدرتك في عدوهم, وعارا يلحق بهم, يري من سبعين الف سنة وعيدا لما قبلها وأدبا لما بعدها. وأحفظ علينا مصرنا الحبيبة الغالية آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان, واحفظ علينا ديننا من الشبهات والشهوات.

اضغط هنا لتحميل القصص مكتوبة وورد

عن احمد المصري

شاهد أيضاً

خطبة الجمعة القادمة 13 ديسمبر

خطبة الجمعة القادمة 13 ديسمبر 2024 للشيخ ضياء النجار “صناعة العقول وأثرها على بناء الإنسان”

ننشر خطبة الجمعة القادمة 13 ديسمبر 2024 للشيخ ضياء النجار والتي جاءت تحت عنوان صناعة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *