يبحث الكثير من الأئمة عن قصص خطبة الجمعة القادمة الطفولة بناء وأمل مكتوبة وورد, وذلك حتي يسهل الاقتباس منها, وعبر مصر اليوم نيوز, نعرض لكم تحميل قصص الجمعة القادمة مكتوبة ورد.
بعد اتاحة قصص خطبة الجمعة القادمة الطفولة بناء وأمل pdf نعرضها لكم جاهزة للنسخ وكاملة.
قصص خطبة الجمعة القادمة 18 جمادي الآخرة 1446ه – 20 ديسمبر 2024مـ
الطفولة بناء وأمل
القصة الاولي
اختيار الأم الصالحة
هي الأرض التي ترمي فيها البذرة وترويها, وعلى حسب خصوبتها, إما أجيالا تمشى على الفضائل والقيم, وإما ” يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم”, الا وهو, اختيار الأم الصالحة فهي الأساس الأول في البناء والأمل ولهذا ابتدأت بها في القصص, وإن كانت علي منقصة أن أبدأ بقصة صحابي علي نبي.
يقول أسلم مولى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عن قصة زواج ابن أمير المؤمنين قال: بينما أنا مع عمر بن الخطاب وهو يعس أي: يتابع أحوال الرعية بالمدينة إذ عيي وتعب ، فاتكأ على جانب جدار في جوف الليل، وإذا امرأة تقول لابنتها: يا بنتاه قومي إلى ذاك اللبن فامذقيه بالماء، قالت: يا أماه أو ما علمت بما كان من عزمه أمير المؤمنين؟ قالت: وما كان عزمته؟ قالت: إنه أمر مناديه فنادى لا يشاب اللبن بالماء، فقالت لها: يا بنية قومي إلى اللبن فامذقيه بالماء فإنك بموضع لا يراك فيه عمر ولا منادي عمر، فقالت الصبية: والله ما كنت لأطيعه في الملأ وأعصيه في الخلا, وعمر يسمع كل ذلك، فقال: يا أسلم علم الباب واعرف الموضع، ثم مضى في عسسه، فلما أصبح قال: يا أسلم امض إلى الموضع فانظر من القائلة ومن المقول لها، وهل لهما من بعل، فأتيت الموضع فنظرت فإذا الجارية أيم لا بعل لها .
فأتيت عمر فأخبرته، فدعى ولده فجمعهم فقال: هل فيكم من يحتاج إلى امرأة فأزوجه؟ ولو كان بأبيكم حركة إلى النساء ما سبقه منكم أحد إلى هذه الجارية، فقال عبدالله: لي زوجة، وقال عبدالرحمن: لي زوجة، وقال عاصم: يا أبتاه لا زوجة لي فزوجني، فبعث إلى الجارية فزوجها من عاصم فولدت له بنتاً، وولدت البنت بنتاً، وولدت هذه البنت عمر بن عبدالعزيز رحمه الله.
***
القصة الثانية
إن لي صبية صغارًا
ينتهي الشخص, ولا ينتهي الأمل, طالما العقد مقرون بالذرية , والحبل موصول برب البرية, ولا يقف الأمر علي رمي البذرة وحسب, بل لابد من ريها وتسميدها, لحمياتها من الضياع والجوع, والبناء والأمل مقترنان ببقاء الأسرة والمحافظة علي وجودها, وتلك غاية الشريعة الاسلامية.
خولة بنت ثعلبة زوجة أوس بن الصامت -رضي الله عنهما، كان بينها وبين زوجها ما يكون بين الرجل وزوجته من خلاف. وقد كان زوجها رجلاً سريع الغضب، فلما كان بينهما ما كان، حلف أن لا يقربها، وقال لها: أنت علي كظهر أمي.
وكانت هذه العادة من عادات الجاهلية التي حرمها الإسلام، لكن بقيت رواسبها عند البعض.
ثم إن أوسًا بعد ما كان منه ما كان، أراد أن يقرب زوجته فامتنعت منه، ورفضت أن تستجيب له، حتى يأتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويخبره بما كان، لكن أوسًا تحرج منعه الحياء أن يذكر لرسول الله ما جرى منه؛ فذهبت خولة بنفسها إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأخبرته بالذي حدث.
فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ما أراك إلا قد حرمت عليه, فأخبرت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن زوجها لم يرد بقوله ذلك طلاقًا ولا فراقًا، فأجابها رسول الله ثانية: ما أراك إلا قد حرمت عليه, فلما سمعت جواب رسول الله التجأت إلى الله قائلة: اللهم إليك أشكو حالي وفقري.
ثم أخذت من جديد تحاور رسول الله -صلى الله عليه وسلم ، وتقول له: فإني وحيدة، ليس لي أهل سواه, وإن لي صبية صغارًا، إن ضممتهم إليه ضاعوا، وإن ضممتهم إلي جاعوا، فلا يجد لها رسول الله جوابًا إلا أن يقول لها: لا أراك إلا قد حرمت.
فلما لم تجد لها جوابًا عند رسول الله، التجأت إلى الله قائلة: اللهم أنزل على لسان نبيك ما يقضي لي في أمري، فلم تكد تنتهي من دعائها، حتى أنزل الله على نبيه قوله سبحانه: “قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير”
ثم دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زوجها أوسًا ، وسأله أن يحرر عبدًا كفارة عن فعله، فأخبر أوس رسول -صلى الله عليه وسلم- أنه لا طاقة له بذلك، فسأله رسول الله إن كان يستطيع أن يصوم شهرين، فأجابه أنه لا يستطيع؛ لأنه رجل قد تقدم به العمر، والصيام يضعفه، حينئذ طلب منه رسول -صلى الله عليه وسلم- أن يتصدق على ستين مسكينًا، فأخبره أنه لا يملك من المال ما يتصدق به، فلما رأى عليه الصلاة والسلام من حاله ما رأى، تصدق عنه، وطلب منه أن يعود إلى زوجته.
***
القصة الثالثة
إني أعلمك كلمات
الطفولة هي الوقت الأمثل لغرس القيم وتعزيز المبادئ الأساسية, لينشأ جيل قوي علي بناء وأساس, فالتعليم في الصغر كالنقش علي حجر, ومن لا يبصر قدمة لا يبصر أثره ,ولم تكن وصايا النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس مجرد كلمات, بل كانت لبنات مرصوصة للبناء والأمل.
ركب عبد الله بن عباس خلف النبي -صلى الله عليه وسلم- علي دابته, وكان غلاما صغيرا, فقال له: “يا غلام”، إني أعلمك كلمات ، احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف .
***
القصة الرابعة
أتحسن السريانية؟
قد تهدمك محنة, ولكن العظماء يجعلون من المحنة منحة, ومن تراب هدمهم لبنات لبنائهم, وكل ذلك فى الطفولة, في الصف السادس الابتدائي كهذا فعله, أما طفلنا المعاصر (الكيوت), ما زال صغيرا علي بناءه, وما زال بعيدا عن أمله, كل معاركه تكمن في العاب الببجي .
زيد بن ثابت الأنصاري من بني النجار يبلغ من العمر ثلاثة عشر عاما, سمع أن جيش المسلمين خارج إلي بدر تحركت في قلبه مشاعر نصرة الإسلام فحمل سيفه وكان أطول منه، ومع ذلك خرج لينضم إلي جيش المسلمين وهو ليس بمكلف بعد لكن الرسول الرحيم بأمته رفض زيد وقال لا زلت صغيرا يا بني.
عاد الطفل حزينا إلى بيته يبكي, لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منعه من الجهاد، لكن الأم المربية العاقلة قالت لا تحزن تستطيع أن تخدم الإسلام بصورة أخرى, كانت خدمة الإسلام هي هدفه وطموحه، قالت له أنت تحسن الكتابة وتحفظ كثيرا من سور القرآن، تستطيع أن تخدم الإسلام في هذا المجال.
فذهبت به إلي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأوصاه أن يتعلم اللغة السريانية, يقول زيد قال: قال لي رسول الله: “أتحسن السريانية؟” قلت: لا. قال: “فتعلمها فإنه تأتينا كتب, قال فتعلمتها في سبعة عشر يومًا, وكانت تأتي النبى – صلى الله عليه وسلم- كتب لا يشتهى أن يطلع عليها إلا من يثق به, ومن تعلمه اللغات الي جمعه القرآن وما بينهما, كان لبنة في بناء الأمة.
***
القصة الخامسة
إنما أضرِبه لكي يدب
أما عبيدنا فلنا, وأما ابنائنا فلعدونا, هكذا كانت العرب تربي أبنائها علي الحزم وعلي القيادة, لانهم يرون أمامهم الغاية ويحسنون لها الوسيلة, والتي تتطلب أحيانا التربية الحازمة لبناء الشخصية القوية, للصمود في ميدان الرجال.
صفية بنت عبد المطلب، أم الزبير بن العوام -رضي الله عنهما, ربته وأحسنت تربيته، وأدَّبته وأحسنت تأديبه، حتى إنها في بعض الأحيان كانت تضربه ضربًا شديدًا؛ فيقال لها: قتلته، أهلكته، فتقول:
إنما أضرِبه لكي يدب *** ويجر الجيش ذا الجلب
وصدقت في حسها وحسن تربيتها فقد صار الزبير بعد ذلك قائدًا من القادة الكبار الذين يشار إليهم بالبنان، بل هو أول من سل سيفه في سبيل الله.
حتى قال حسان بن ثابت مادحا ابن الزبير بقوله:
أقام على عهد النبي وهديه *** حواريه والقول بالفعل يعدل
أقام على منهاجه وطريقه *** يوالي ولي الحق والحق أعدل
هو الفارس المشهور والبطل الذي *** يصول إذا ما كان يوم محجل
إذا كشفت عن ساقها الحرب حشها *** بأبيض سباق إلى الموت يرقل
وإن امرأً كانت صفية أمه *** ومن أسد في بيتها لمؤثل
له من رسول الله قربى قريبة *** ومن نصرة الإسلام مجد مؤثل
فكم كربة ذبَّ الزبير بسيفه *** عن المصطفى والله يعطي فيجزلُ
***
القصة السادسة
عققته قبل أن يعقك
السبت للآباء, والاحد لأبنائهم, ومن كان سبتهم زرعهم, كان حدهم حصادهم, ولا يُطلب البر من الأبناء, حتي يبذل الآباء مجهودهم وبنائهم, حتي يجدوا حصاد ما زرعوه أو لا يجدوه, فحي هلا لبناء جيل دستوره القرآن ومنهاجه السنة النبوية وطريقه ما سلكه سلف الامة.
جاء رجل إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه، يشكو إليه عقوق إبنه فأحضر عمر بن الخطاب رضي الله عنه ابنه وعاتبه على عقوقه لأبيه، فقال الابن: يا أمير المؤمنين، أليس للولد حقوق على أبيه؟ قال: بلى، قال: فما هي يا أمير المؤمنين؟ قال: أن ينتقي أمه، ويحسن اسمه، ويعلمه الكتاب (القرآن). فقال الابن: يا أمير المؤمنين إنه لم يفعل شيئاً من ذلك: أما أمي فإنها زنجية كانت لمجوسي، وقد سماني جعلاً (جعراناً)، ولم يعلمني من الكتاب حرفاً واحداً.
فالتفت أمير المؤمنين إلى الرجل، وقال له: أجئت إليّ تشكو عقوق ابنك، وقد عققته قبل أن يعقك، وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك.
***
القصة السابعة
فوالله ما ضيعته
أن تزرع القمح تحصد القمح, وأن تزرع الشعير تحصد الشعير, أما أن تبني طفلا وتزرع فيه الأمل , تحصد الدنيا ونافلتها, وتكون للناس راية وغاية لمن أراد العلا والسعادة.
خرج فروخ التيمي ابو ربيعة الرأي , في البعوث إلى خراسان، أيام بني أمية غازيا، وربيعة جنين في بطن أمه، وترك عند زوجته أم ربيعة ثلاثين ألف دينار، ورجع المدينة بعد سبع وعشرين سنة، وهو راكب فرس، في يده رمح، فنزل عن فرسه، ثم دفع الباب برمحه، فخرج ابنه ربيعة , وهو لا يعلم أنه ولده ولا هو يعلم أنه والده، فقال ربيعة: يا عدو الله! أتهجم على منزلي؟ وقال فروخ: يا عدو الله! أنت رجل دخلت على حرمتي. فتواثبا أي: أرادا أن يقتتلا، وتلبث كل واحد منهما بصاحبه، حتى اجتمع الجيران.
فبلغ مالك بن أنس والمشيخة، فأتوا يعينون ربيعة، فجعل ربيعة يقول: والله لا فارقتك إلا عند السلطان. وجعل فروخ يقول كذلك، وكثر الضجيج، فلما أبصروا بمالك، سكت الناس كلهم. فقال مالك: أيها الشيخ! لك سعة في غير هذه الدار. فقال الشيخ: هي داري، وأنا فروخ مولى بني فلان.
فسمعت امرأته أم ربيعة الكلام ، فخرجت، فقالت: هذا زوجي، وهذا ابني الذي خلفته وأنا حامل به. فاعتنقا جميعا، وبكيا.
فدخل فروخ المنزل، وقال: هذا ابني؟ قالت: نعم. قال: فأخرجي المال الذي عندك، وهذه معي أربعة آلاف دينار. قالت: المال قد دفنته، وأنا أخرجه بعد أيام.
فخرج ربيعة إلى المسجد، وجلس في حلقته، وأتاه مالك بن أنس، والحسن بن زيد، وأشراف أهل المدينة، وأحدق الناس به. فقالت امرأته: اخرج صل في مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم-. فخرج، فصلى، فنظر إلى حلقة وافرة، فأتاه، فوقف عليه، ففرجوا له قليلا، ونكس ربيعة رأسه يوهمه أنه لم يره، وعليه طويلة، فشك فيه أبو عبد الرحمن، فقال: من هذا الرجل؟ قالوا له: هذا ربيعة بن أبي عبد الرحمن. فقال: لقد رفع الله ابني.
فرجع إلى منزله، فقال لوالدته: لقد رأيت ولدك في حالة ما رأيت أحدا من أهل العلم والفقه عليها. فقالت أمه: فأيما أحب إليك: ثلاثون ألف دينار، أو هذا الذي هو فيه من الجاه؟ قال: لا والله، إلا هذا. قالت: فإني قد أنفقت المال كله عليه. قال: فوالله ما ضيعته.
***
القصة الثامنة
لو أن واحدا منكم يجمع صحيح السنة
اذا قامت الساعة وفى يد أحدكم فسيلة فليغرسها, بالرغم من كونه لن ينتفع بها, الا أن الدين النصيحة, ولن تجد ذلك الا في منهاج الحق ودين الانبياء والرسل والصالحين من عباده, حتي تكون الأمنية لمن قعد, كمن شمر وجد واجتهد.
في أواخر القرن الثاني الهجري– في نيسابور – جلس محمد بن إسماعيل البخاري وعمره 17 سنة بين يدي أستاذه إسحاق بن راهويه حاول الأستاذ أن يحدث تلامذته عن احتياجات الأمة فقال “والله لو أن واحدا منكم يجمع صحيح السنة في كتاب لانتفع به الناس أيما انتفاع.
يقول البخاري فوقعت في نفسى هذه المهمة وأقسمت أن أكون هذا الرجل فقعدت في بيتي ونمت ورأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وهو جالس على منبره الشريف ويأتيه بعض الذباب فأذهب وأهش الذباب عنه فأقمت من نومي وحكيت الرؤيا لأستاذي فأولها أنى أذب كذب الحديث عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم،
فبدأت أجمع حديث النبي صلى الله عليه وسلم في كتاب.
وكان البخاري اذا أراد أن يكتب حديثا اغتسل وصلى ركعتين, وكانت له تجارة ينفق من ريعها في هذه المهمة من ماله.
***
القصة التاسعة
أنت فاتح تلك المدينة
ليست كل الامهات ترضع ابنائها اللبن, بل من الأمهات من ترضعهم الأمل , وتلك الأم الواعية التي تدرك أن طفلها ليس مجرد طفل, إنما مشروع لمستقبل وأي مستقبل, إنها “خاتون” “والدة محمد الفاتح، بدعائها ورعايتها، صنعت منه فاتح القسطنطينية، ليحقق بشارة النبي صلى الله عليه وسلم.
محمد الفاتح سابع سلاطين الدولة العثمانية، ابن السلطان مراد الثاني، قضى على الإمبراطورية البيزنطية، وفتح الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ ليكون البشارة التي بشر بها رسولنا الكريم بقوله «لَتُفْتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ فَلَنِعْمَ الْأَمِيرُ أَمِيرُهَا وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ». فما السر الذي جعله ينال هذا الشرف.
إن السر يكمن في أمه، فقد وهبه الله لأمٍّ فاضلة ربته على مكارم الأخلاق وأعدته للمهمة الصعبة التي كانت تراود أحلام المسلمين من أمراء وقادة، بدأت البناء والتأسيس في طفولته المبكرة، تأخذه لصلاة الفجر، وتقول له في ثقة: “يا محمد، أنت القائد الذي ستفتح هذه أسوار الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ، وكان الطفل الصغير ينظر في عيني أمه ويردُّ مستغربًا: “كيف يا أمي أفتح هذه المدينة الكبيرة؟” فترد عليه الأم: “بالقرآن والقوة والسلاح وحب الناس”، وتمسك يديه وترفعهما إلى السماء داعية: “يا رب، يا عظيم، يا مجيب الدعوات، يا قادر على كل شيء، اجعل ابني هذا الأمير الذي يفتح القسطنطينية، اجعل البركة في هاتين اليدين، واجعل نصر المسلمين يأتي من خلالهما”.
يقول القائد محمد الفاتح : لقد كانت أمي تأخذني مرارًا إلى الشاطئ، وتشير بإصبعها إلى أسوار القسطنطينية وتقول لي: أنت فاتح تلك المدينة، ولمثل هذا اليوم أربيك, ثم يقول: فكنت وأنا صغير أركب الفرس وأقتحم به الموج ناحية القسطنطينية، متخيلًا يومًا أقود فيه الجيوش لفتحها .
***
القصة العاشرة
أنجبتك لتحرر بيت المقدس
ومن قال أن الماديات وحدها تورث, بل يورث معها المشاعر والمعنويات والآمال والطموحات , واكمالا للطريق الذي انتصف به من قبله, فالأحلام العظيمة تبدأ من نية أو كلمة أو حركة تقتضي أن تكون صادقة, والا ما برحت أن تكون أحلاما كما بدأت.
بينما رأى نجم الدين ابنه صلاح الدين يلعب، تذكر هدفه الذي نذر نفسه لأجله؛ تحرير بيت المقدس, فأيقظ فيه الهمة وأشعل فيه العزيمة حتى أصبح رمزًا للشجاعة والقوة والاعداد .
لما رأي نجم الدين أيوب ولده صلاح الدين يلعب مع الأطفال في الحي, اخذه ورفعه واسقطه علي الارض سقطة قوية قائلا له : ما لهذا أنجبتك ؟ إنما أنجبتك لتحرر بيت المقدس, فلم يبك صلاح الدين, فقال له والده نجم الدين لماذا لا تبكي من السقطة, فرد صلاح الدين قائلا: ما كان لمحرر بيت المقدس أن يبكي.
***
اللهم إنا تبرأنا من كل حول الا حولك, وتبرأنا من كل قوة الا قوتك, وتبرأنا من كل عزة الا عزتك , وتبرأنا من كل نصرة الا نصرتك, اللهم بحولك وقوتك وعزتك ونصرتك إلا نصرت أخوانا لنا في فلسطين مستضعفين مخذولين, أجعل اللهم ثأرهم علي عدوهم ومن ظلمهم ومن خذلهم, أنزل الثبات عليهم وتحتهم, وسخر جنودك لهم, وأرنا عجائب قدرتك في عدوهم, وعارا يلحق بهم, يري من سبعين الف سنة وعيدا لما قبلها وأدبا لما بعدها. وأحفظ علينا مصرنا الحبيبة الغالية آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان, واحفظ علينا ديننا من الشبهات والشهوات.