مع اقتراب يوم الجمعة المبارك، يبحث الكثير من المسلمين عن خطب مكتوبة تجمع بين الفائدة والوعظ، لتكون مرجعًا للخطباء والمصلين، إذ إن خطبة الجمعة تمثل منبرًا مهمًا للتوجيه والإرشاد، حيث يُذكّر الخطباء الناس بأوامر الله ونواهيه، ويحثونهم على التمسك بالدين والأخلاق الفاضلة، وتعد الخطبة المكتوبة وسيلة فعالة لتوصيل الرسائل بوضوح ودقة، بما يضمن استفادة الجميع، نقدم اليوم نموذجًا لخطبة الجمعة بعنوان: “أنت عند الله غالٍ”، والتي تسلط الضوء على تكريم الله للإنسان ومكانته العظيمة في هذا الكون، وسوف نطرح خطبة الجمعة القادمة مكتوبة للشيخ ضياء النجار.
خطبة الجمعة القادمة مكتوبة
نستعرض معكم اليوم خطبة الجمعة القادمة مكتوبة pdf للشيخ ضياء النجار تحت عنوان “أنت عند الله غالِِ”، وهي كالتالي:
“أنت عند الله غالٍ”
الحمد لله الذي أكرم بني آدم وفضّلهم على كثيرٍ من خلقه، نحمده على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، ونشكره شكر الحامدين الذاكرين. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، خير من بلّغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد
أيها المسلمون، فإن الله سبحانه وتعالى كرّم الإنسان وجعله في مكانة عظيمة لم ينلها أي مخلوق آخر، فقال تعالى:
(وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) [الإسراء: 70].
هذا التكريم الإلهي للإنسان يعكس مكانته الكبيرة عند الله. فقد خُلقنا في أحسن صورة، وزوّدنا بالعقل والقدرة على التمييز، وأُمرنا بعمارة الأرض وتحقيق العدل والرحمة فيها.
أيها الإخوة الكرام
إن قيمة الإنسان عند الله لا ترتبط بمكانته الاجتماعية أو ماله أو منصبه، بل ترتبط بطاعته لله وتقواه. قال تعالى:
(إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) [الحجرات: 13].
فالتقوى هي الميزان الحقيقي لتقييم الإنسان، وهي ما يجعلنا قريبين من الله ومحبوبين لديه.
1- حرمة الإنسان ومكانته
إن الله سبحانه وتعالى حرّم الاعتداء على النفس البشرية، بل جعل من قتل نفس واحدة بغير حق كأنه قتل الناس جميعًا، كما قال تعالى:
(مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا) [المائدة: 32].
وحذّر النبي صلى الله عليه وسلم من ظلم المسلم لأخيه، فقال في الحديث الشريف:
“كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه.”
ليس ذلك فحسب، بل إن الله حرم السخرية والتنابز بالألقاب، لأن هذه الأفعال تجرح كرامة الإنسان وتمس مشاعره. قال تعالى:
(وَلَا تَلۡمِزُوا أَنفُسَكُمۡ وَلَا تَنَابَزُوا بِٱلۡأَلۡقَٰبِ) [الحجرات: 11].
2- تسخير الكون لخدمة الإنسان
ومن مظاهر تكريم الله للإنسان أنه سخّر له ما في السماوات والأرض، ليتأمل ويتفكر ويستخدم هذه النعم في طاعته. قال تعالى:
(وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا مِّنۡهُ) [الجاثية: 13].
وهذا التسخير دليل على مكانة الإنسان العالية، فهو محور الكون ومستخلف فيه لتحقيق العبودية لله.
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي أكرمنا بنعمه، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
أيها المسلمون، مهما كثرت الذنوب والمعاصي، فإن الله تعالى يفتح لنا أبواب التوبة والمغفرة. قال عز وجل:
(قُلْ يَا عِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ) [الزمر: 53].
تأملوا رحمة الله بنا، فهو ينادينا بعبادته حتى لو أسرفنا على أنفسنا بالذنوب، بل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل.
أيها الأحبة، هذه الخطبة دعوة للتأمل في قيمة الإنسان عند الله، وضرورة أن نعامل الآخرين بما يليق بتكريم الله لهم. فلا تحقروا أحدًا، ولا تستهينوا بقدراتكم. تذكروا أنكم غالون عند الله، فكونوا على قدر هذا التكريم، بالعمل الصالح، والتوبة الصادقة، ونشر الخير بين الناس.
اللهم اجعلنا من عبادك المكرّمين، واغفر لنا ذنوبنا، واستر عيوبنا، وارزقنا حسن الخاتمة. اللهم احفظ بلادنا وبلاد المسلمين، وأدم علينا نعمة الأمن والأمان.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
قدم لكم مصر اليوم نيوز خطبة الجمعة القادمة مكتوبة للشيخ ضياء النجار، ولمتابعة المزيد عن قصص خطبة الجمعة القادمة لعنوان “أنت عند الله غالٍ” يمكنكم متابعة موقعنا المتميز.