قصص خطبة الجمعة وَلَكِنْ يَسَعُهُمْ مِنْكُمْ بَسْطُ الوَجْهِ وَحُسْنُ الخُلُقِ مكتوبة وورد

يبحث الكثير من الأئمة عن قصص خطبة الجمعة وَلَكِنْ يَسَعُهُمْ مِنْكُمْ بَسْطُ الوَجْهِ وَحُسْنُ الخُلُقِ مكتوبة وورد, وذلك حتي يسهل الاقتباس منها, وعبر مصر اليوم نيوز, نعرض لكم تحميل قصص الجمعة القادمة مكتوبة ورد.

بعد اتاحة قصص خطبة الجمعة القادمة وَلَكِنْ يَسَعُهُمْ مِنْكُمْ بَسْطُ الوَجْهِ وَحُسْنُ الخُلُقِ pdfن عرضها لكم جاهزة للنسخ وكاملة.

قصص خطبة الجمعة القادمة 10 شهر الله رجب 1446ه –  10 يناير 2025مـ

وَلَكِنْ يَسَعُهُمْ مِنْكُمْ بَسْطُ الوَجْهِ وَحُسْنُ الخُلُقِ

القصة الاولي

أُمة واحدة

منذ لحظة الهجرة المباركة، بُنيت المدينة المنورة على أسس لم يعرف التاريخ مثيلًا لها, أسس قامت على التسامح والتعايش والمساواة بين جميع الاديان والملل, أنه دستور المدينة، تلك الوثيقة العظيمة التي جمع بها النبي -صلى الله عليه وسلم- بين مكونات المجتمع، كان شاهدًا على قدرة الإسلام في خلق أمة واحدة  متعايشة لها حقوق وعليها واجبات  رغم الاختلاف الديني.

دستور المدينة أو ما عرف بصحيفة المدينة، أو كتاب النبي -صلى الله عليه وسلم)- أو العهد النبوي، كلها أسماء وضعت لوصف أول دستور مدني متكامل في التاريخ أرسى قواعد المواطنة وثبت أركان العدل بين مكونات المجتمع وطوائفه، ونظم العلاقات بينهم لكي يسود التسامح والمحبة ويدخل الناس في السلم كافة.

فبعد هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة المنورة، أقام قواعد المجتمع الإسلامي الجديد على قاعدة التعايش السلمي والتسامح والتعاون بين المسلمين وبقية الطوائف الأخرى، فدخل المسلمون في ميثاق مع القبائل العربية واليهودية المقيمة هناك، فكانت «وثيقة المدينة» هي الدستور الذي ينظم العلاقات بين مكونات المجتمع الجديد وبين من انضوى تحته من الطوائف، والتزموا جميعاً بموجبها مسلمين أكانوا أم غير مسلمين بالتعاون فيما بينهم على إقامة العدل، والحفاظ على الأمن وحماية الدولة الجديدة من أي عدوان خارجي, والتكاتف الوطني في التعامل مع الازمات المحيطة والداخلية بالدولة .

تبدأ الوثيقة بعبارة «بسم الله الرحمن الرحيم: هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمّدٍ النّبِيّ، بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ مِنْ قُرَيْشٍ وَيَثْرِبَ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ فَلَحِقَ بِهِمْ وَجَاهَدَ مَعَهُمْ».

وفيه إشارة عميقة إلى أن هذه الوثيقة ليست بين النبي محمد ومواطني المجتمع الجديد، وإنما هي من الله ورسوله الذي لا ينطق عن الهوى، لتكون ناظماً للعلاقات بين المؤمنين والمسلمين من قريش وأهل يثرب، بدولة تجمعهم ومن يلحق بهم، جسداً واحداً، وبناء واحداً، أو بتعبير الوثيقة النبوية «أمة واحدة من دون الناس».

إن الباحث المتأمل في هذه الوثيقة ومقاصدها العميقة سيجد أنها احتوت كل المبادئ التي ترسخ التسامح والتعايش والسلم داخل المجتمع الواحد بين كل أفراد المجتمع باختلاف أعراقهم ودياناتهم وتوجهاتهم على أساس المواطنة. وجاء فيها علي سبيل المثال:

مبدأ التكافل الاجتماعي  والتكاتف الوطني بين أفراد المجتمع:

خصص النبي -صلى الله عليه وسلم- الجزء الأول من «وثيقة» المدينة من البند رقم 3 إلى 11 للكيانات العشائرية، واعتبرت المهاجرين كتلة واحدة لقلة عددهم، وتنص هذه البنود: «المهاجرون من قريش على ربعتهم يتعاقلون بينهم وهم يفدون عانيهم بالمعروف والقسط بين المؤمنين». «وبنو عوف على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين». «وبنو سَاعِدَةَ على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف، والقسط بين المؤمنين…». «وبنو جُشَمٍ على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف، والقسط بين المؤمنين».. «وبنو النبيت على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف، والقسط بين المؤمنين..». «وَبَنُو الْأَوْسِ عَلَى رِبْعَتِهِمْ يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلَهُمْ الْأُولَى، وَكُلّ طَائِفَةٍ مِنْهُمْ تَفْدِي عَانِيَهَا بِالْمَعْرُوفِ وَالْقِسْطِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ..»، «وَإِنّ الْمُؤْمِنِينَ لَا يَتْرُكُونَ مُفْرَحًا بَيْنَهُمْ أَنْ يُعْطُوهُ بِالْمَعْرُوفِ فِي فِدَاءٍ أَوْ عَقْلٍ».

فقد استفاد النبي -صلى الله عليه وسلم- من الجانب الإيجابي للترابط القبلي والعشائري في التكافل الاجتماعي والوطني، وأبقى على بعض وظائف القبيلة التي تحمل معاني التعاون في الخير والتواصي بالبر، وفي المقابل جعل العقيدة هي الأصل الأول الذي يربط بين اتباعه.

***

القصة الثانية

مهلا يا عائشة، عليك بالرفق

حسن الخلق هو العفو عن من أساء اليك, والقيمة الأعظم, هي قيمة الرفق من جفوة الغير واساءته, وذلك مع القدرة, وعدم المقابلة بالمثل, انها أخلاق الحبيب,  حين أساء إليه اليهود ، لم يقابلهم بالمثل، بل علّم أم المؤمنين عائشة درسًا خالدًا: أن اللين والرفق طريقًا إلى القلوب، لأن الله يحب الرفق في كل شيء.

تخبر أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن اليهود أتوا النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: «السام عليك»، يوهمون النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن معه أنهم يلقون عليهم تحية الإسلام، والحقيقة أنهم يدعون عليهم، والسام: الموت والهلكة، ولكن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد فطن لقولهم ورد عليهم وقال: «وعليكم»، ومعنى جوابه: وعليكم مثل ما قلتم من الدعاء.

وقد فطنت عائشة رضي الله عنها أيضا لقولهم، فقالت: «السام عليكم، ولعنكم الله وغضب عليكم»، فردت عليهم بمثل لفظهم وكلامهم، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: «مهلا يا عائشة، عليك بالرفق»، أي: تمهلي واصبري وترفقي في الأمر، «وإياك والعنف أو الفحش»، أي: يحذرها النبي -صلى الله عليه وسلم- من التعدي عليهم بمثل قولهم، وفي رواية في الصحيحين: «إن الله يحب الرفق في الأمر كله»، أي: يحب أن يتصف عبده بلين الجانب والأخذ بالسهل؛ فلا يكون فظا ولا غليظا، فالرفق تتأتى به الأغراض، وتسهل به المقاصد ما لا تتأتى وتسهل بغيره.

***

القصة الثالثة

هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة

عندما تكون الكلمات صادقة , تتلقفها القلوب  بلا واسطة، أما أن يكون بالمحدث هو جعغر – رضى الله عنه- والكلمات  عن النبي -صلى الله عليه وسلم – والتعاليم التي جاء بها, فتتلقفها الروح بلا واسطة انها المحاضرة  الدولية الأولي عن الاسلام، وتقارب الاديان السماوية, والجمع بين قيم الإسلام وما جاء به عيسى -عليه السلام-.

في هجرة المسلمين الأولي الى الحبشة, وذهاب وفد من قريش علي رأسهم عمرو بن العاص – رضى الله عنه – قبل اسلامه لردهم الي مكة والتنكيل بهم, وقف جعفر بن أبي طالب -رضي الله عنه- يعدد محاسن الإسلام ومفاخره ومناقبه للنجاشي في مشهد عجيب، وحوار مهيب درس جعفر أدواته، وعرف كيف يخاطب الأدب النبوي قلوب الملوك ليسعها ببسط الوجه وحسن الخلق، حين قال للنجاشي:

«أيها الملك، كنا قوما أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيئ الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك، حتى بعث الله إلينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقه، وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلع ما كنا نحن نعبد وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات، وأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئا، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام».

فما كان من النجاشي إلا أن انفتح قلبه، واستبشر وجهه ووجدانه بهذا الدين العظيم، فبكى حين تذكر أخلاق عيسى عليه السلام الذي جعله الله تعالى باب بر ووفاء وحنان ورحمة وعلم، وجعله الله تعالى آية في العطاء والتسامح والسلام؛ لينطلق لسانه قائلا: «إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة».

***

القصة الرابعة

أماناً لأنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم

في رحلة تحمل معاني التواضع والحكمة، يصل عمر بن الخطاب – رضى الله عنه-  إلى القدس، في يوم لن ينساه التاريخ، يكتب الفاروق “العهدة العمرية”، ضامنًا فيها الأمن والطمأنينة لأهل إيلياء والدفاع عنهم، ليصبح فتح القدس رمزًا للتعايش والسلام وحسن الخلق.

خرج الخليفة عمر بن الخطاب- رضى الله عنه- هو و خادمه و معهما ناقة واحدة فقط يركبها مرة وخادمه مرة, وبعد رحلة طويلة شاقة وصل الخليفة عمر و خادمه الى مشارف القدس. وصعد صفرونيوس وبطارقته الى اسوار القدس ونظروا الى الرجلين القادمين فأخبرهم المسلمون بأنهما ليسا سوى عمر وخادمه.

فسألهم صفرونيوس ايهما عمر؟ فاخبره المسلمون ان عمر هو هذا الذي يمسك بزمام الناقة ويخوض في الماء والوحل، وخادمه هو الذي يركب الناقة, فذهل صفرونيوس والبطارقة، حيث ان هذا مذكور في كتبهم. فكانت العهدة العمرية و فتح القدس و اليوم العظيم للمسلمين.

وكتب اليهم “بسم اللّه الرحمن الرحيم. هذا ما أعطى عبد اللّه عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان. أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم، وسقيمها وبريئها ،وسائر ملتها. إنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم ،ولا ينتقض منها ،ولا من خيرها، ولا من صليبهم، ولا من شيء من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم ، ولا يضار أحد منهم، ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود.

***

القصة الخامسة

متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟

عدالة الاسلام  لم تعرف الحدود، ولم تفرق بين عربي وأعجمي أو قوي وضعيف أو مسلم أو قبطي, وهي القاعدة ,أن المظلوم قوي والظالم ضعيف أمام عدالة الاسلام , وأن مبدأ الإسلام: هذا حكمي فمن أنت , وليس من أنت حتى يكون الحكم, ضامنا الحرية والمساواة لكل إنسان,

كان عمرو بن العاص- رضي الله عنه- واليًّا على مصر في خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- واشترك ابنٌ لعمرو بن العاص مع غلام من الأقباط في سباق للخيول, فلما سبقه القبطي، ضربه ابن عمرو بن العاص .

فلما علم أنه ابن الوالي  وظن أنه لا يمكنه أخذ حقه منه ؛ فقام القبطي المضروب بالسفر إلى المدينة المنورة، فلما أتى أمير المؤمنين عمر- رضي الله عنه- بَيَّن له ما وقع، فكتب أمير المؤمنين إلى عمرو بن العاص أن يحضر إلى المدينة المنورة صحبة ابنه، فلما حضر الجميع عند أمير المؤمنين عمر، ناول عمر الغلام القبطي سوطًا وأمره أن يقتص لنفسه من ابن عمرو بن العاص، فضربه حتى رأى أنه قد استوفى حقه وشفا ما في نفسه.

ثم قال له أمير المؤمنين: لو ضربت عمرو بن العاص ما منعتك؛ لأنه ما ضربك الا لسطان أبيه، ثم التفت إلى عمرو بن العاص قائلاً: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟!

***

القصة السادسة

انظر هذا وضرباءه

دين لا يفرق ما اعظمه, جعل الجميع تحت مظلته وعدالته كقطعة من جسده ,لا يُترك أحد دون عناية, ولم يفضل أحد على أحد لعرق أو لون اودين, وما فرض الجزية الا وفرض معها على المسلمين الزكاة والحماية زيادة, ولن تجد ذلك الا  في دولة الإسلام, التي لا تعرف مطلح الغرب (أقليات) بل الجميع شركاء.

قال الإمام أبو يوسف صاحب كتاب الخراج : حدثني عمر بن نافع , عن أبي بكر , قال : ” مر عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بباب قوم وعليه سائل يسأل : شيخ كبير ضرير البصر ، فضرب عضده من خلفه , وقال : من أي أهل الكتاب أنت ؟ فقال : يهودي , قال : فما ألجأك إلى ما أرى ؟ قال : أسأل الجزية والحاجة والسن , قال : فأخذ عمر بيده وذهب به إلى منزله فرضخ له بشيء من المنزل. ثم أرسل إلى خازن بيت المال , فقال : انظر هذا وضرباءه ، فو الله ما أنصفناه أن أكلنا شبيبته ثم نخذله عند الهرم ( إنما الصدقات للفقراء والمساكين),والفقراء هم المسلمون , وهذا من المساكين من أهل الكتاب ، ووضع عنه الجزية وعن ضربائه .

***

القصة السابعة

فدمه كدمنا وديته كديتنا

أمام ميزان العدالة في الإسلام، تقف الأنفس جميعها متساوية , وكما للناس حقوق , كانت عليهم واجبات, وحدود تطبق علي الجميع, ضمانا لاستمرارية المجتمع, والذي هو مرهون بتطبيق العدالة على الجميع  بلا تفرقة بين غني وفقير أو مسلم  أو ذمى.

أتي علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- برجل من المسلمين قتل رجلا من أهل الذمة، قال: فقامت عليه البينة فأمر بقتله فجاء أخوه، قال: إني قد عفوت، فقال: لعلهم هددوك أو فرقوك أو فزعوك.

قال: لا، ولكن قتله لا يرد علي أخي، وعوضني فرضيت، قال: أنت أعلم. من كان له ذمتنا فدمه كدمنا وديته كديتنا.

  ***

القصة الثامنة

هذه أمة حُكمُها رحمة ونعمة

وهل تكون الاخلاق الحميدة وحسن الخلق بين المسلمين فقط؟ جاء الاسلام وحمل معه حسن الخلق للناس جميعا, وبسط الرحمة دون النظر الي دين, فما فتحت القلوب وأمنت الا بسلاح الخُلق من المسلمين, حتي دخلوا في دين الله أفواجًا, وما كان لهم أن يفعلوا ذلك بقوة السيف.

في خلافة أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز  -رحمه الله – كان قتيبة بن مسلم الباهلي  -رحمه الله – يفتح المدن والقرى ينشر دين الله في الأرض , وفتح الله على يديه مدينة سمرقند.

افتتحها بدون أن يدعوَ أهلها للإسلام أو الجزية, ثم يمهلهم ثلاثاً كعادة المسلمين , ثم يبدأ القتال .
فلما علم أهل سمرقند بأن هذا الأمر مخالف للإسلام كتب كهنتها  رسالة إلى سلطان المسلمين في ذلك الوقت  وهو عمر بن عبد العزيز عليه -رحمة الله-  أرسلوا بهذه الرسالة أحد أهل سمرقند يقول هذا الرسول:- فلما ذهبت دلني الناس على رجل يأخذ طيناً ويسدّ به ثُلمة في الدار وامرأة تناوله الطين , قال: فرجعت إلى الذي دلّني وقلت: أسألك عن دار أمير المؤمنين وتدلّني على طيّان! فقال: هو ذاك أمير المؤمنين .
قال: فطرقت الباب وذهبت المرأة وخرج الرجل فسلّم علي ورحّب بي وغسّل يديه, وقال: ما تريد؟ قلت: هذه رسالة من كهنة سمرقند فقرأها ثم قلبها فكتب على ظهرها, من عبد الله عمر بن عبد العزيز إلى عامله في سمرقند أن انصب قاضياً ينظر فيما ذكروا, ثم ختمها وناولنيها.

فانطلقت أقول: فلولا أني خشيت أن يكذبني أهل سمرقند لألقيتها في الطريق ماذا تفعل هذه الورقة وهذه الكلمات في إخراج هذه الجيوش العرمرم وذلك القائد الذي دوّخ شرق الأرض برمتها .

فلما وصلت إلى سمرقند وقرأ الكهنة الرسالة ,ذهبوا بها إلى عامل عمر على سمرقند فنصّب لهم القاضي جُمَيْع بن حاضر الباجي لينظر في شكواهم ,ثم اجتمعوا في يوم وسألناه دعوانا فقلنا اجتاحنا قتيبة, ولم يدعنا إلى الإسلام ويمهلنا لننظر في أمرنا فقال القاضي: لخليفة قتيبة وقد مات قتيبة – رحمه الله – :أنت ما تقول؟

قال: لقد كانت أرضهم خصبة وواسعة فخشي قتيبة إن أذنهم وأمهلهم أن يتحصنوا عليه .قال القاضي: لقد خرجنا مجاهدين في سبيل الله وما خرجنا فاتحين للأرض أشراً وبطراً , ثم قضى القاضي بإخراج المسلمين على أن يؤذنهم القائد بعد ذلك وفقاً للمبادئ الإسلامية .

ما ظنّّ أهل سمرقند أنّ تلك الكلمات ستفعل فعلها ما غربت شمس ذلك اليوم ورجل من الجيش الإسلامي في أرض سمرقند , خرج الجيش كله ودعوهم إلى الإسلام أو الجزية أو القتال . فلما رأى أهل سمرقند ما لا مثيل له في تاريخ البشرية من عدالة تنفذها الدولة على جيشها وقائدها , قالوا: هذه أمة حُكمُها رحمة ونعمة , فدخل أغلبهم في دين الله وفُرضت الجزية على الباقين.

***

خاص بـ قنَا واسيوط وسوهاج والمنيا والأقصر

القصة التاسعة

نعزل والقرآن ينزل

تنظيم الأسرة ليس مجرد قرار مادي وفقط، بل هو مسؤولية تحمل أبعادًا دينية وأخلاقية, والإسلام أباح الوسائل التي تساعد على تحقيق هذا التنظيم، شرط أن تكون متوافقة مع الشرع, فاللبنة الضعيفة تضعف أساس البيت, والعضو الضعيف يضعف الجسد كله.

يقول جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: “كنا نعزل”، والعزل: أن ينزع الرجل ذكره إذا قارب الإنزال أثناء مجامعته المرأة، وينزل خارج الفرج؛ منعا لحدوث الحمل، “على عهد النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن ينزل”، وفي هذا إشارة إلى إقراره صلى الله عليه وسلم للعزل، وأن الله لم ينزل فيه قرآنا يحرمه.

“فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فلم ينهنا”، أي: لم ينههم عن العزل؛ لأنه قد يكون مع العزل إفضاء بقليل الماء الذي قدر الله أن يكون منه الولد، وقد يوجد الإفضاء ولا يكون ولد؛ فالعزل أو الإفضاء متساويان في ألا يكون منه ولد إلا بتقدير الله تعالى.

***

القصة العاشرة

خير لك من أن تتركهم عالة

سهل أن تنجب, وصعب أن تهتم بالنشء وتوفر الحياة الكريمة لهم, من حيث التعليم، الصحة، والكفاية, حتي لا يكون عالة على غيره وعثرة في طريقهم, وهى حكمة ونظرة الإسلام الرشيدة, ودعوتها إلى التخطيط الأسري وضمان الكفاية المالية للأبناء.

يقول سعد بن أبى وقاص رضي الله عنه , كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فمرضت مرضا أشفى على الموت فعادني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله إن لي مالا كثيرا وليس يرثني إلا ابنة لي أفأوصي بثلثي مالي ؟ قال : ( لا ) قلت : فبشطر مالي ؟ قال : ( لا ) قلت : فبثلثه ؟ قال : ( الثلث والثلث كثير إنك يا سعد أن تترك ورثتك بخير أغنياء خير لك من أن تتركهم عالة يتكففون الناس إنك يا سعد لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى اللقمة تجعلها في في امرأتك.

***

اللهم إنا تبرأنا من كل حول الا حولك, وتبرأنا من كل قوة الا قوتك, وتبرأنا من كل عزة الا عزتك , وتبرأنا من كل نصرة الا نصرتك, اللهم بحولك وقوتك وعزتك ونصرتك إلا  نصرت أخوانا لنا في فلسطين مستضعفين  مخذولين, أجعل اللهم ثأرهم علي عدوهم ومن ظلمهم ومن خذلهم, أنزل الثبات عليهم وتحتهم, وسخر جنودك لهم, وأرنا عجائب قدرتك في عدوهم, وعارا يلحق بهم, يري من سبعين الف سنة وعيدا لما قبلها وأدبا لما بعدها. وأحفظ علينا مصرنا الحبيبة الغالية آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان, واحفظ علينا ديننا من الشبهات والشهوات.

اضغط هنا لتحميل ملف القصص مكتوب وورد

عن احمد المصري

شاهد أيضاً

خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف 10- 1- 2025

خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف 3- 1- 2025

يُقبل الكثير من الأئمة والخطباء بالمساجد المصري للبحث عن خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف 3- …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *