قصص خطبة الجمعة القادمة
وقد صرحت وزارة الأوقاف أن عنوان خطبة الجمعة القادمة الموحدة الموافق 5 يوليو 2024 م والموافق 29 ذو الحجة 1445هـ ستكون بعنوان “الهجرة النبوية المشرفة وحديث القران الكريم عن المهاجرين والأنصار”.تحميل قصص الهجرة النبوية المشرفة وحديث القران الكريم عن المهاجرين والأنصار
ويسعى موقع مصر اليوم نيوز الي جلب أفضل و اجمل القصص القراني والقصص التاريخي و قصص التابعين والسلف الصالح والصالحين، والإفادة منها في تدعيم خطبة الجمعة القادمة للسادة الدعاة عن “قصص خطبة الجمعة القادمة ، والأسلوب القصصي أسلوب جميل يبحث عنها رواد المساجد ويأخذ إنتباه الحاضرين، وبه يصل صوت الإمام لتحقيق الفكرة وتحصيل الضالة المنشودة .ويقدم بوابة مصر اليوم نيوز قصص فى الخطبه القادمه والذي يبحث عنه المستمعين ، حتى يصل صوت الإمام إلى أذن المستمع فيلمس قلبة ويستشعر جوارحة وتحصل به الفائدة المرجوة .ويمكنك تحميل قصص خطبة الجمعة القادمة الموافق 5- 7- 2024 pdf كاملة مكتوبة، على موقع مصر اليوم نيوزانضم الي:جروب فصص خطبة الجمعة القادمةجروب واتس آب ملتقي الدعاةالقصة الأولى
عن أي شعبان يسأل عمر (التاريخ الهجري)
أول من أرخ بالهجرة هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه في سنة سبع عشرة للهجرة، فقد أرسل عمر بن الخطاب رضى الله عنه إلى أبي موسى رضى الله عنه يسأله عن أمر حدث في شعبان فقال عن أي شعبان يسأل عمر ؟!!
فكتب أبو موسى إلى عمر: إنه يأتينا منك كتب ليس لها تاريخ.
فجمع عمر الناس يستشيرهم ، فقال بعضهم: أرّخ بالمبعث، وبعضهم قال أرّخ بالهجرة، فقال عمر: الهجرة فرقت بين الحق والباطل، فأرخوا بها.
وعلى الرغم من أن هجرة الرسول من مكة إلى المدينة على المشهور كانت في 12 ربيع الأول الموافق (24 سبتمبر عام 622م) إلا أنهم بدأوها من شهر المحرم من نفس السنة وذلك لسببين هما :
1- لأن شهر محرم كان بدء السنة عند العرب قبل الإسلام .
2- شهر محرم هو الشهر الذي استهل بعد بيعة العقبة بين وفد من أهل يثرب والنبي صلى الله عليه وآله وسلم أثناء الحج في شهر ذي الحجة فكأن الهجرة بدأت في ذلك الوقت فقد أذن بها صلى الله عليه وسلم وكان أول هلال يهل بعد الإذن هو شهر محرم.
***
القصة الثانية
وجعلنا من بين أيديهم سدا(الثقة في الله )
اجتمع نفر من قريش عند باب بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرصدونه لقتله ضربة رجل واحد ، وقد خلف علي رضي الله عنه في فراشه، فخرج رسول الله عليهم فأخذ حفنة من البطحاء أي التراب، فجعل يذره على رؤوسهم وهم لا يرونه وهو يتلو قول الله تعالى: وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون .
ومضى رسول الله إلى بيت أبي بكر، فخرجا من خوخة في دار أبي بكر ليلا، وجاء رجل ورأى القوم ببابه صلى الله عليه وسلك، فقال : ما تنتظرون؟ قالوا: محمدا. قال: خبتم وخسرتم قد والله مر بكم وذر على رؤوسكم التراب. قالوا: والله ما أبصرناه، وقاموا ينفضون التراب عن رؤوسهم، وهم أبو جهل والحكم بن العاص وعقبة بن أبي معيط والنضر بن الحارث وأمية بن خلف وزمعة بن الأسود وطعيمة بن عدي وأبو لهب وأبي بن خلف ونبيه ومنبه ابنا الحجاج. فلما أصبحوا قام علي عن الفراش فسألوه عن رسول الله فقال: لا علم لي به.
***
القصة الثالثة
إنك لخير أرض الله (الدين قبل الوطن)
إن أعز ما يملكه الإنسان في هذه الحياة هو دينه ، و الذى لابد له من تكاليف ، و التكاليف لابد لها من تضحيات ، و أبرز دروس الهجرة المباركة هي التضحية ، و التضحية قاسم مشترك لكل من هاجر ، و الهجرة شهادة صدق و تأييد لصاحبها بأنه يؤثر ما عند الله على هوى نفسه ، و يضحى بكل ما يملك في سبيل العقيدة التي آمن بها ، و اختلطت بروحه ودمه .
يقول عبد الله بن عدي بن حمراء رضي الله عنه: “رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفا على الحزورة”، والحزورة: مرتفع يقابل المسعى من جهة المشرق، كان سوقا من أسواق مكة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم مخاطبا مكة: “والله، إنك لخير أرض الله”، أي: أفضلها وأعظمها، “وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أخرجت منك”، أي: بأمر من الله، وذلك بعدما زاد أذى قريش له ولمن أسلم معه، “ما خرجت”، أي: لبقيت بمكة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم خرج مهاجرا من مكة إلى المدينة.
***
القصة الرابعة
التخطيط الجيد (الأخذ بالأسباب)
- عامر بن فهيرة -رضي الله عنه- من الصحابة الكرام، كان له دور بارز في هجرة رسول الله -عليه الصلاة والسلام وأبي بكر -رضي الله عنه- إلى المدينة المنورة، واختاره الرسول -صلى الله عليه وسلم- لما يتحلّى به من شجاعة، وأمانة، وقوّة، ويتجلّى دوره بعد أن هاجر الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومكث مع أبي بكر في غار ثور ثلاث ليال؛ حيث كان عامر -رضي الله عنه- يزودهما بألبان من الغنم الذي معه، ويتتبّع بغنمه آثار أقدامهما؛ فهو الصحابي الذي كان يمسح آثار الرسول وأبو بكر، حتى لا يتتبّعها المشركون ويعرفوا مكانهما، وبذلك تفشل محاولات قريش في معرفة مكان اختباء الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر -رضي الله عنه
***
القصة الخامسة
عبد الله بن أريقط (اختيار الأكفاء ولو كان كافرا)
مع ما اتصف به المجتمع الجاهلي ببعض الصفات والعادات المذمومة، فإنه تميز بالكثير من الصفات الحميدة التي أقرها الإسلام، وأهم هذه الصفات هي المروءة والوفاء بالعهود؛ فهاتان صفتان جبل عليها العرب في شبه الجزيرة.
وفي هذه القصة الصحيحة بيان ما كان عليه أحد رجال العرب -وهو عبد الله بن أريقط- حينما كان على الكفر؛ فتخبر عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر رضي الله عنه لما عزما على الهجرة إلى المدينة، استأجرا رجلا من بني الديل ثم، هو من بني عبد بن عدي، وهو عبد الله بن أريقط، هاديا خريتا؛ ليكون لهم مرشدا إلى الطريق إلى المدينة، والخريت: الماهر في إرشاده العارف بالطرق الخفية ومضايقها، والجهات كلها، وكان عبد الله بن أريقط قد غمس يمين حلف في آل العاص بن وائل، يعني دخل معهم في حلف، وكانوا إذا أرادوا الحلف غمسوا أيديهم في دم أو شيء يكون فيه تلويث؛ دليلا على تأكيد الحلف.
فأمن النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق رضي الله عنه ابن أريقط؛ لما علما فيه من مروءة وحفظ للسر، فاستأمناه على سرهما في الخروج من مكة، وعلى الناقتين اللتين دفعاهما إليه ليوافيهما بهما بعد ثلاث ليال في غار ثور، وهو جبل بأسفل مكة، وقد وفى ابن أريقط بما عهد إليه وأتى بالناقتين في الموعد المحدد في غار ثور، فانطلق النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر ومعهما عامر بن فهيرة، والدليل عبد الله بن أريقط، فمشوا من طريق أسفل مكة إلى المدينة، على طريق ساحل البحر الأحمر.
***
القصة السادسة
كيف بك يا سراقة إذا لبست سواري كسرى (وعد الصادق)
يحكي سراقة بن مالك بن رضي الله عنه ما حدث معه ورآه أثناء هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان سراقة يومها مشركا، فيخبر أنه كان في قومه، فجاءهم مبعوث من كفار قريش يخبرهم أنهم يجعلون لمن يقتل، أو يأسر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر رضي الله عنه مثل دية كل واحد منهما، أي: مئة ناقة عن كل واحد منهما.
يقول سراقة رضى الله عنه: بينما أنا جالس في مجلس من مجالس قومي بني مدلج إذ أقبل رجل منهم حتى قام علينا ونحن جلوس فقال: يا سراقة إني رأيت آنفاً أسودة بالساحل أراها محمدا أو أصحابه.
قال سراقة: فعرفت أنهم هم ، فقلت له: ليسوا هم ولكنك رأيت فلاناً وفلاناً انطلقوا بأعيننا ؛ ثم لبثت في المجلس ساعة ثم قمت، فأمرت جاريتي أن تخرج فرسي وهي من وراء أكمة فتحبسها علي، وأخذت رمحي فخرجت من ظهر البيت ، حتى أتيت فرسي فركبتها فدفعتها حتى دنوت منهم فعثرت بي فرسي فخرت عنها فقمت فأهويت بيدي إلى كنانتي، فاستخرجت منها الأزلام فاستقسمت بها أضرهم أم لا؟
فخرج الذي أكره أي أن أضرهم, فركبت فرسي وعصيت الأزلام، حتى إذا سمعت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو لا يلتفت وأبو بكر يكثر الالتفات، ساخت يدا فرسي في الأرض حتى بلغنا الركبتين فخرت عنها، ثم زجرتها فنهضت فلم تكد تخرج يديها، فلما استويت قائمة إذا لأثر يديها غبار ساطع في السماء مثل الدخان فاستقسمت بالأزلام فخرج الذي أكره.
فناديتهم بالأمان فوقفوا فركبت فرسي حتى جئتهم ووقع في نفسي حين لقيت ما لقيته من الحبس عنهم أن سيظهر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له : إن قومك قد جعلوا فيك الدية وأخبرتهم أخبار ما يريد الناس بهم، وعرضت عليهم الزاد والمتاع فلم يرزآني ولم يسألاني إلا أنه قال: اخف عنا .
قال سراقة: فسألته أن يكتب لي كتاب أمن فأمر عامر بن فهيرة فكتب في رقعة من أديم ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولما همّ سراقة بالانصراف قال له النبي صلى الله عليه وسلم : كيف بك يا سراقة إذا لبست سواري كسرى؟!
قال سراقة: كسرى بن هرمز ؟! قال عليه السلام: كسرى بن هرمز .
ودارت الأيام دورتها فإذا بمحمد صلى الله عليه وسلم الذي خرج من مكة مستتراً بجنح الظلام مهدوراً دمه يعود إليها سيداً فاتحاً تَحُفُّه الألوف المؤلفة من جند المسلمين … ويأتي سراقة النبي صلى الله عليه وسلم، ويعلن إسلامه بين يديه، ويتراءى له ذلك اليوم الذي هم فيه بقتل محمد صلى الله عليه وسلم من أجل مائة من النوق، وبعد أن أسلم أصبحت نوق الدنيا لا تساوي عنده قلامةً من ظفر النبي صلى الله عليه وسلم.
ودارت الأيام دورتَها كرةً ثانية وآل أمر المسلمين إلى الفاروق عمر رضوان الله تعالى عليه، وفي ذات يوم من آخر أيام خلافته قَدِم على المدينة رُسُلُ سعد بن أبي وقاص، يبشرون عمر بالفتح، ويحملون إلى بيت مال المسلمين الغنائم، وكان من بين هذه الغنائم تاج كسرى المرصع بالدر، وثيابه المنسوجة بخيوط الذهب، ووشاحه المنظوم بالجوهر، وسواراه، وما لا حصر له من النفائس، نظر عمر إلى هذا كله في دهشة، وجعل يقلبها بقضيب كان بيده زهداً بها، ثم قال: إن قوماً أدوا هذا لأمناء، وكان في حضرته سيدنا علي رضي الله عنه، قال يا أمير المؤمنين: أعجبت من أمانتهم، لقد عففت فعفوا، ولو رتعت لرتعوا، وهنا دعا الفاروقُ عمر سراقة بن مالك فألبسه قميص كسرى، ووضع على رأسه تاجَه، وألبسه سواريه، ثم قال عمر لسراقة: بخٍ بخٍ أعيرابي (تصغير أعرابي)من بني مدلج على رأسه تاج كسرى، وفي يديه سواره. ولكنه وعد الصادق المصدوق .
***
القصة السابعة
ما ظنك باثنين الله ثالثهما (معية الله)
من اعتصم بالله تعالى كفاه عمن سواه؛ فهو نعم الناصر، ونعم المعين، ومعيته تعالى هي المعية الحقيقية، وما سواها معية كاذبة زائفة، وكان صلى الله عليه وسلم إمام المتوكلين على الله تعالى، يعلم أنه ناصر عبده، وأنه معه بنصره وقدرته وحمايته في كل وقت وحين.
وفي هذا يروي أبو بكر الصديق رضي الله عنه أنه لما اقترب المشركون من النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر رضي الله عنه، وهما في غار ثور أثناء هجرتهما إلى المدينة، وخشي أبو بكر رضي الله عنه من رؤيتهما لهما لقربهما الشديد؛ قال للنبي صلى الله عليه وسلم: «لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا»، فقال له صلى الله عليه وسلم: «ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما؟!» أي: ما تظن أن يكون حالنا والله تعالى معنا بنصره ولطفه؟! فإنه قادر على صرفهم عنا، وتبليغنا مرادنا بفضله ورحمته، وهذا ما حصل، فنعم حسن الظن برب السموات ورب الأرض رب العرش العظيم! وقد أشار القرآن إلى ذلك في قوله تعالى: {إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا{***
حبهم معلوم من الدين بالضرورة لا يبغضهم الا منافق, المصطفين لنصرة نبيه, خير القرون وخير الرجال, أشداء على الكفار رحماء بينهم, وما بين الرحمة والشدة معهم يعرف المرء دينه ولأي طائفة هو.
رضي الله عن صحابة رسول الله أجمعين
القصة الثامنة
ﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱠ التوبة: ١٠٠
قال ابو صخر حميد بن زياد الخرّاط لمحمد بن كعب القرظي: أخبِرْني عن أصحاب رسول الله ﷺ. وكأنه يريدُ الفِتَن أو الانتقاص منهم، فقال: إنّ الله قد غفر لجميع أصحاب النبي ﷺ، وأَوْجَب لهم الجنَّةَ في كتابه؛ مُحسِنِهم، ومُسِيئِهم. قلت له: وفي أيِّ موضع أوجب الله لهم الجنة في كتابه؟ قال: ألا تقرأ: ﴿والسابقون الأولون﴾ الآية؟ أوجَبَ لجميع أصحاب النبيِّ ﷺ الجنةَ والرُّضوان، وشَرَط على التابعين شرطًا لم يشترطه فيهم. قلت: وما اشترط عليهم؟ قال: اشترط عليهم أن يَتَّبِعوهم بإحسان. يقول: يَقْتَدُوا بهم في أعمالهم الحسنة، ولا يَقْتَدُوا بهم في غير ذلك.
قال أبو صخر: فو اللهِ، لَكَأَنِّي لم أقرَأها قبلَ ذلك، وما عرَفتُ تفسيرَها حتى قرأها عليَّ محمدُ بن كعب.
***
القصة التاسعة
ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﱠ التوبة: ١١٧
يقول كعب بن مالك عن أبيه قال: لم أتخلف عن النبي ﷺ في غزوة غزا ها حتى كانت غزوة تبوك إلا بدرا ولم يعاتب النبي ﷺ أحدا تخلف عن بدر إنما خرج يريد العير فخرجت قريش مغوثين لعيرهم فالتقوا عن غير موعد.
ثم يقول ولعمري إن أشرف مشاهد رسول الله ﷺ في الناس لبدر وما أحب ,وأني كنت شهدتها مكان بيعتي ليلة العقبة حين تواثقنا على الإسلام ثم لم أتخلف بعد عن النبي ﷺ حتى كانت غزوة تبوك وهي آخر غزوة غزاها وآذن النبي ﷺ بالرحيل فذكر تخلفه عن رسول الله واثنين معه وغيرهم من المنافقين الذين لم يتوب الله عليهم, ثم قال: فانطلقت إلى النبي ﷺ فإذا هو جالس في المسجد وحوله المسلمون وهو يستنير كاستنارة القمر وكان إذا سر بالأمر استنار فجئت فجلست بين يديه فقال: أبشر يا كعب بن مالك بخير يوم أتى عليك منذ ولدتك أمك, فقلت: يا نبي الله أمن عند الله أم من عند ك؟ قال: بل من عند الله- ثم تلا هذه الآية- “لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة”- حتى بلغ- “إن الله هو التواب الرحيم” قال: وفينا أنزلت أيضا ﴿اتقوا الله وكونوا مع الصادقين﴾ .
***
القصة العاشرة
ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶﱷ ﱸ ﱹﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﱠ النور: ٢٢
نزلت في الصديق رضي الله عنه حين حلف ألا ينفع مسطح بن أثاثة بنافعة بعدما قال في عائشة رضي الله عنها ما قال في حادثة الافك. فلما أنزل الله براءة أم المؤمنين عائشة، وطابت النفوس المؤمنة واستقرت، وتاب الله على من كان تكلم من المؤمنين في ذلك، وأقيم الحد على من أقيم عليه, شرع تبارك وتعالى، وله الفضل والمنة، يعطف الصديق على قريبه ونسيبه، وهو مسطح بن أثاثة، فإنه كان ابن خالة الصديق، وكان مسكينا لا مال له إلا ما ينفق عليه أبو بكر، رضي الله عنه، وكان من المهاجرين في سبيل الله، وقد ولق ولقة تاب الله عليه منها، وضرب الحد عليها.
وكان الصديق، رضي الله عنه، معروفا بالمعروف، له الفضل والأيادي على الأقارب والأجانب. فلما نزلت هذه الآية إلى قوله: ﴿ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم﴾ أي: فإن الجزاء من جنس العمل، فكما تغفر عن المذنب إليك نغفر لك، وكما تصفح نصفح عنك. فعند ذلك قال الصديق: بلى، والله إنا نحب أن تغفر لنا. ثم رجع إلى مسطح ما كان يصله من النفقة، وقال: والله لا أنزعها منه أبدا، في مقابلة ما كان قال: والله لا أنفعه بنافعة أبدا، فلهذا كان الصديق هو الصديق رضي الله عنه .
***
اللهم إنا تبرأنا من كل حول الا حولك, وتبرأنا من كل قوة الا قوتك, وتبرأنا من كل عزة الا عزتك , وتبرأنا من كل نصرة الا نصرتك, اللهم بحولك وقوتك وعزتك ونصرتك إلا نصرت أخوانا لنا في فلسطين مستضعفين مخذولين, أجعل اللهم ثأرهم علي عدوهم ومن ظلمهم ومن خذلهم, أنزل الثبات عليهم وتحتهم, وسخر جنودك لهم, وأرنا عجائب قدرتك في عدوهم, وعارا يلحق بهم, يري من سبعين الف سنة وعيدا لما قبلها وأدبا لما بعدها. وأحفظ علينا مصرنا الحبيبة الغالية آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان.