في خطوة تعكس التزام مصر بتعزيز أمن الطاقة وتنويع مصادرها، تواصل وزارة البترول والثروة المعدنية جهودها الحثيثة لتنمية قطاعي البترول والغاز. من خلال تكثيف عمليات الحفر والاستكشاف، وبالشراكة مع كبرى الشركات العالمية، تسعى الوزارة إلى تحقيق اكتشافات جديدة تساهم في زيادة الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الاستيراد، خاصة خلال فترات الذروة التي تشهد ارتفاعًا في معدلات الاستهلاك. هذه الجهود تأتي في إطار رؤية شاملة تهدف إلى جعل مصر مركزًا إقليميًا للطاقة، وتعزيز قدرتها على تلبية احتياجاتها المتزايدة من الطاقة بشكل مستدام وفعال.
بئر “ظهر 6” يضيف دفعة قوية لإنتاج الغاز المصري
أعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية عن إنجاز هام تمثل في انتهاء أعمال إعادة حفر بئر “ظهر 6” في حقل ظهر العملاق بالبحر المتوسط. وقد قامت بتنفيذ هذه الأعمال وحدة الحفر البحرية المتطورة “سايبم 10000″، وأسفرت عن إضافة حوالي 60 مليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي يوميًا إلى الإنتاج الكلي للحقل. وتعتبر هذه الزيادة خطوة مهمة لتعزيز إمدادات الغاز خلال فصل الصيف الذي يشهد ارتفاعًا كبيرًا في الاستهلاك. وتتجه وحدة الحفر الآن إلى استكمال مهامها المخططة والشروع في أعمال الحفر ببئر “ظهر 13″، الذي من المتوقع أن يضيف 55 مليون قدم مكعب يوميًا، وذلك في إطار خطة تطوير الحقل بالتعاون مع شركة إيني الإيطالية.
اقرأ أيضًا: بلومبرج تكشف: “أوبك+” يبحث تمديد خفض إنتاج النفط رغم تحسن الأسعار!
اكتشافات واعدة في مناطق مختلفة من مصر
لم يقتصر الجهد على حقل ظهر وحده، بل امتد ليشمل مناطق أخرى واعدة في مصر، حيث شهدت البلاد سلسلة من الاكتشافات الهامة التي تساهم في تعزيز إنتاج الغاز والبترول.
اقرأ أيضًا: حادث المنوفية المروع: التضامن تصرف 100 ألف جنيه لأسر الضحايا!
بئر “سيينا دي إي” في غرب دلتا النيل
في منطقة غرب دلتا النيل، تمكنت شركة البرلس من وضع البئر التنموي “سيينا دي إي” على خريطة الإنتاج قبل الموعد المحدد بثلاثة أيام. وينتج البئر حاليًا حوالي 40 مليون قدم مكعب من الغاز يوميًا، ويعتبر أول آبار المرحلة الحادية عشرة التي تستهدف إضافة حوالي 130 مليون قدم مكعب يوميًا من خلال حفر 3 آبار جديدة لدعم الإنتاج المحلي من الغاز الطبيعي، خاصة خلال فصل الصيف الحالي الذي يمثل ذروة الاستهلاك، بالإضافة إلى خفض الفاتورة الاستيرادية وتأمين وتنويع مصادر الغاز الطبيعي.
اقرأ أيضًا: مصر تستعد لإطلاق منتدى التعدين الدولي: فرص استثمارية واعدة!
كشف جديد في الصحراء الغربية (بئر GPR-1X)
وفي الصحراء الغربية، أعلنت الشركة العامة للبترول عن تحقيق كشف جديد في منطقة أبو سنان من خلال بئر GPR-1X، والتي أظهرت معدلات إنتاج أولية بنحو 1400 برميل زيت خام يوميًا، وحوالي مليون قدم مكعب من الغاز، إلى جانب إضافة احتياطي قابل للاسترجاع يقدر بـ2 مليون برميل.
ربط بئري “Fox Deep-02” و “Tayim-W14” على الإنتاج
كما تستهدف شركة خالدة للبترول ربط بئرين جديدين على الإنتاج خلال يونيو الجاري بإجمالي إنتاج مبدئي يبلغ 5400 برميل زيت خام يوميًا. البئر الأولى “Fox Deep-02” أظهرت وجود طبقات حاملة للزيت بخزاني علم البويب والعلمين، مع إنتاج أولي يبلغ 2600 برميل زيت خام يوميًا، فيما سجلت البئر الثانية “Tayim-W14” إنتاجًا يقترب من 2800 برميل يوميًا من طبقة الدسوقي، وجاري استكمال الاختبارات الفنية اللازمة.
كشف جديد في الصحراء الغربية (بئر جنوب NUT-1)
وفي 11 مايو الماضي، أعلنت شركة خالدة أيضًا عن كشف جديد في الصحراء الغربية ببئر جنوب NUT-1، حيث أظهرت التسجيلات الكهربائية وجود شواهد غازية بطبقة رمال الشفا بسمك صافي 253 قدمًا، ويتوقع أن ينتج نحو 30 مليون قدم مكعب من الغاز يوميًا، ويجري حاليًا استكمال الاختبارات وتنفيذ خطة لمد خط إنتاج بطول 23 كيلومترًا بتكلفة تقترب من 10 ملايين دولار، وكذلك استكمال خطة حفر عدة آبار استكشافية بالمنطقة تستهدف تعظيم إنتاج الشركة من الغاز الطبيعي في الفترة المقبلة.
اكتشافات جديدة في خليج السويس (بئري غرب فيران-2 و GS327-A15)
وفي خليج السويس، سجلت شركة بتروبل كشفًا جديدًا من خلال اختبار وتقييم بئر غرب فيران-2، والذي أظهر معدل إنتاج بلغ 2660 برميل زيت يوميًا من طبقة رمال عسل، بينما أعلنت شركة جابكو عن كشف جديد من خلال بئر GS327-A15، والذي أظهر إنتاجًا أوليًا يقدر بـ720 برميل يوميًا من طبقة رمال الكريم، ويجري حاليًا تقييم الاحتياطي في كلا الحالتين.
مشاريع كبرى تساهم في زيادة الإنتاج
بالإضافة إلى الاكتشافات الجديدة، تساهم المشاريع الكبرى القائمة في زيادة إنتاج الغاز والبترول في مصر.
المرحلة الثانية من حقل ريفين
وفي فبراير الماضي، أعلنت شركة بي بي البريطانية عن بدء الإنتاج من المرحلة الثانية لحقل ريفين الواقع في المياه العميقة قبالة سواحل مصر، من خلال ربط آبار إضافية بشبكة البنية التحتية البرية. وتُقدر كميات الإنتاج من هذه المرحلة بنحو 220 مليار قدم مكعب من الغاز و7 ملايين برميل من المكثفات، وفق الشركة التي أشارت إلى أنه جرى تنفيذ المشروع قبل الجدول الزمني المحدد، مما سمح بتسريع بدء الإنتاج.
كشف كينج مريوط الواعد
وفي شمال البحر المتوسط، أعلنت مصر عن اكتشاف جديد في منطقة كينج مريوط من قبل شركة “بي بي”، وهو كشف وصفه رئيس الوزراء بأنه واعد، حيث يجمع بين النفط والغاز، وتشير التقديرات الأولية إلى وجود احتياطي يتراوح بين 3 و4 تريليونات قدم مكعب من الغاز، وتم حفر البئر باستخدام الحفار “فالاريس DS-12”.
خطي إنتاج جديدين من شركتي شل وإيني
كشف رئيس الوزراء مصطفى مدبولي خلال مؤتمر صحفي الشهر الجاري عن دخول خطي إنتاج جديدين من شركتي شل وإيني حيز الخدمة في يوليو المقبل، بما في ذلك ضخ كميات إضافية من حقل ظهر، وذلك بعد التزام الحكومة بسداد مستحقات الشركاء وتقديم حوافز استثمارية جديدة.
حصيلة أعمال الحفر والاكتشافات (يوليو 2024 – مايو 2025)
أعلن وزير البترول والثروة المعدنية، في مؤتمر صحفي الشهر الماضي، عن تفاصيل مجمعة لحصيلة أعمال الحفر والاكتشافات خلال الفترة من يوليو 2024 إلى مايو 2025، والتي شملت البحر المتوسط والصحراء الشرقية وخليج السويس والصحراء الغربية.
البحر المتوسط
في البحر المتوسط، تم حفر 8 آبار وتقييمها بالكامل، وأسفرت عن 5 اكتشافات غازية بحجم مخزون مضاف يبلغ 1.85 تريليون قدم مكعب من الغاز و4 ملايين برميل من الزيت، فيما بلغ الاحتياطي المسترجع نحو 1.2 تريليون قدم مكعب من الغاز و3 ملايين برميل من الزيت، وتم ربط بئر واحدة على الإنتاج بمعدل متوقع 15 مليون قدم مكعب يوميًا.
الصحراء الشرقية وخليج السويس
وفي منطقة الصحراء الشرقية وخليج السويس، تم حفر 12 بئرًا وتقييم 11 منها، مما أسفر عن 6 اكتشافات بترولية بحجم مخزون مضاف قدره 18 مليون برميل من الزيت الخام و3.4 مليار قدم مكعب من الغاز، فيما بلغ الاحتياطي المسترجع نحو 6 ملايين برميل من الزيت و1.7 مليار قدم مكعب من الغاز، وتم ربط 5 آبار على الإنتاج بمعدل يومي متوقع 5300 برميل من الزيت.
الصحراء الغربية
أما في الصحراء الغربية، فتم حفر 55 بئرًا وتقييم 50 منها، نتج عنها 29 كشفًا بتروليًا بإجمالي مخزون مضاف بلغ 118 مليون برميل زيت خام و249 مليار قدم مكعب غاز، بينما بلغ الاحتياطي المسترجع نحو 32.7 مليون برميل زيت و46.5 مليار قدم مكعب غاز، وتم ربط 26 بئرًا على الإنتاج بمعدل يومي متوقع يبلغ 21.200 برميل من الزيت و62 مليون قدم مكعب من الغاز.