قصص خطبة الجمعة القادمة
وقد صرحت وزارة الأوقاف أن عنوان خطبة الجمعة القادمة الموحدة الموافق 14 يونيو 2024 م والموافق 8 ذو الحجة 1445هـ ستكون بعنوان “حرمة الدماء والأموال والأعراض في ضوء خطبة حجة الوداع”.تحميل قصص حرمة الدماء والأموال والأعراض في ضوء خطبة حجة الوداع pdf
ويسعى موقع مصر اليوم نيوز الي جلب أفضل و اجمل القصص القراني والقصص التاريخي و قصص التابعين والسلف الصالح والصالحين، والإفادة منها في تدعيم خطبة الجمعة القادمة للسادة الدعاة عن “قصص خطبة الجمعة القادمة ، والأسلوب القصصي أسلوب جميل يبحث عنها رواد المساجد ويأخذ إنتباه الحاضرين، وبه يصل صوت الإمام لتحقيق الفكرة وتحصيل الضالة المنشودة .ويقدم بوابة مصر اليوم نيوز قصص فى الخطبه القادمه والذي يبحث عنه المستمعين ، حتى يصل صوت الإمام إلى أذن المستمع فيلمس قلبة ويستشعر جوارحة وتحصل به الفائدة المرجوة .ويمكنك تحميل قصص خطبة الجمعة القادمة الموافق 14- 6- 2024 pdf كاملة مكتوبة، على موقع مصر اليوم نيوزانضم الي:جروب فصص خطبة الجمعة القادمةجروب واتس آب ملتقي الدعاةالقصة الأولى
خطبة حجة الوداع (الأسس الانسانية للتعايش)
بعد تسع سنين مضت, وفي السنة العاشرة من هجرته المباركة, وقف النبي صلي الله عليه وسلم خطيبا في حجة الوداع, فحمد الله وأثني عليه وقال:
أيها الناس : إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم ، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا ، في بلدكم هذا ، وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم ، وقد بلغت ، فمن كانت عنده أمانة فليردها لمن ائتمنه عليها ، ألا إن كل شيء من أمر الجاهلية موضوع تحت قدمي ، وإن أول دمائكم أضع ، دم ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ، وكان مسترضعا في بني سعد بن بكر فقتلته هذيل، وإن كل ربا موضوع ، ولكم رءوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون قضى الله أنه لا ربا ، وإن أول ربا أضع ربا العباس بن عبد المطلب ، فإنه موضوع كله.
أيها الناس إن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم هذه أبدا ولكنه إن يطمع فيما سوى ذلك فقد رضي بما تحقرون من أعمالكم فاحذروه على دينكم ، أيها الناس إن النسيء زيادة في الكفر ، يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ، ويحرمونه عاما ، ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله ويحرموا ما أحل الله ، وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السماوات والأرض ، السنة اثنا عشر شهرا ، منها أربعة حرم ، ثلاثة متوالية : ذي القعدة وذي الحجة والمحرم ، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان.
أيها الناس : اتقوا الله واستوصوا بالنساء خيرا ، فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهم شيئا وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله ، واستحللتم فروجهن بكلمة الله ، ولكم عليهن حق ، ولهن عليكم حق ، لكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه ، وعليهن ألا يأتين بفاحشة مبينة ، فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضربا غير مبرح ، فإن انتهين فلهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف .
فاعقلوا أيها الناس قولي- فإني قد بلغت- وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعدي أبدا- إن اعتصمتم به- أمرين ، كتاب الله عز وجل وسنة نبيه- صلى الله عليه وسلم.
أيها الناس اسمعوا قولي واعقلوه ، ان كل مسلم أخو المسلم وأن المسلمين إخوة ، فلا يحل لامرئ من أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس ، فلا تظلمن أنفسكم واعلموا أن القلوب لا تغل على ثلاث : إخلاص العمل لله عز وجل ومناصحة أولي الأمر ، وعلى لزوم جماعة المسلمين ، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم ، ومن تكن الدنيا نيته يجعل الله فقره بين عينيه ويشتت عليه ضيعته ، ولا يأتيه منها إلا ما كتب له ، ومن تكن الآخرة نيته يجعل الله غناه في قلبه ، ويكفيه ضيعته وتأتيه الدنيا وهي راغمة ، فرحم الله امرأ سمع مقالتي حتى يبلغه غيره ، ورب حامل فقه وليس بفقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ، أرقاءكم أرقاءكم أطعموهم مما تأكلون ، واكسوهم مما تلبسون ، فإن جاء بذنب لا تريدون أن تغفروه فبيعوا عباد الله ، ولا تعذبوهم ، أوصيكم بالجار- حتى أكثر- فقلنا إنه سيورثه.
أيها الناس : إن الله قد أدى لكل ذي حق حقه ، وإنه لا يجوز وصية لوارث ، والولد للفراش ، وللعاهر الحجر ، ومن ادعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه ، فعليه لعنة الله ، والملائكة ، والناس أجمعين ، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا ، العارية مؤداة ، والنحلة مردودة ، والدين مقضي والزعيم غارم .
أيها الناس: إن ربكم واحد، و إن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي و لا عجمي على عربي، و لا لأحمر على أسود و لا لأسود على أحمر إلا بالتقوى، “إن أكرمكم عند الله أتقاكم”، وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون ؟ » قالوا : نشهد أنك بلغت ، وأديت ، ونصحت ، فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها على الناس «اللهم اشهد ، اللهم اشهد ، اللهم اشهد» . ثلاث مرات .
***
القصة الثانية
أيها الناس (نداء الانسانية)
كانت الرسائل في خطبته صلي الله عليه وسلم عالمية المذاق, ليتذوقها الناس جميعا, ومبادئ أخلاقية وإنسانية, ومما يدلل كذلك على عالمية هذا الدين رسائل النبي صلى الله عليه وسلم سنة 6 هـ إلى الملوك والرسائل الذين كانوا يحكمون البلاد في عهده صلى الله عليه وسلم , مثل رسالته إلى الملك المقوقس ( ملك مصر والإسكندرية)، والتي جاء فيها:
“بسم الله الرحمن الرحيم .. من محمد عبد الله ورسوله إلى المقوقس عظيم القبط.. سلام على من اتبع الهدى، أما بعد: فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإن عليك إثم أهل القبــط، (” يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ).
***
القصة الثالثة
إن دمائكم (وإن أول دمائكم أضع)
ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم ابن عبد مناف بن عم النبي صلى الله عليه وسلم أبا أروى توفي سنة 23 بالمدينة المنورة ,وهو أخو أبي سفيان بن الحارث و كان أسن من عمه العباس بن عبد المطلب بسنتين وهو الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة ألا كل دم ومأثرة كانت في الجاهلية فهو تحت قدمي وأن أول دم أضعه دم ربيعة بن الحارث .
وذلك أنه قتل لربيعة بن الحارث ابن في الجاهلية يسمى آدم وقيل تمام فأبطل رسول الله صلى الله عليه وسلم الطلب به في الإسلام ولم يجعل لربيعة في ذلك تبعة , وذلك أن ابنا لربيعة صغيرا كان مسترضعا في بني ليث بن بكر وكان بين هزيل وبين ليث بن بكر حرب فخرج ابن ربيعة بن الحارث وهو طفل يحبو أمام البيوت فرمته هذيل بحجر فأصابته الحجر فرضخ رأسه فجاء الإسلام قبل أن يثأر ربيعة بن الحارث بدم ابنه فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم الطلب بذلك الدم فلم يجعل لربيعة السبيل على قاتل ابنه فكان ذلك معنى وضع النبي صلى الله عليه وسلم دمه وهو إبطاله أن يكون له الطلب به لأنه كان من ذحول الجاهلية وقد هدم الإسلام الطلب بها قالوا ولم يحضر ربيعة بن الحارث بدرا مع المشركين كان غائبا بالشام ثم قدم بعد ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجرا أيام الخندق وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوم حنين فيمن ثبت معه من أهل بيته وأصحابه وتوفي بعد أخويه نوفل وأبي سفيان .
***
القصة الرابعة
وأموالكم (وإن أول ربا أضع ربا العباس)
كان الربا منتشرا بين العرب في جاهليتهم, وهو أن يكون لإنسان على آخر دين فإذا حل موعد السداد وعجز المدين عن الوفاء قال له الدائن: أزيدك في الأجل وتزيدني مبلغًا معينا على أصل الدين، ويتفقان على ذلك، وهكذا يكون الشأن كلما حل موعد السداد ولم يستطع المدين قضاء ما عليه من ديون.
وكان العباسُ بن عبدالمطلب ورجلٌ من بني المغيرة شريكَيْن في الجاهليَّة سلَّفا – أي: أقرَضا – في الربا إلى أناسٍ من ثقيف من بني عمرو – وهم بنو عمرو بن عمير – فجاء الإسلام ولهما أموالٌ عظيمة في الربا، فأنزل الله قوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ .
***
القصة الخامسة
وأعراضكم (كل مسلم أخو المسلم)
لما كان الدم كناية عن النفس، كان العرض كناية عن الأذي بالقول , ولما عُرج بالنبي صلى الله عليه وسلم في رحلة ومعجزة الإسراء والمعراج: (مر على قوم لهم أظافر مِنْ نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم، فقال: يا جبريل من هؤلاء؟ فقال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم) .
***
القصة السادسة
أداء الأمانة (فمن كانت عنده أمانة فليردها)
أحد المبادى الانسانية الهامة التي سطرها التاريخ من خطبة حجة بالوداع, بل وقبل أن يصدع بها صلي الله عليه وسلم طبقها عمليا, ففي قوله تعالى: ﴿إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها﴾ أتها نزلت في عثمان بن طلحة الحجبي من بني عبد الدار، وكان سادن الكعبة، فلما دخل النبي ﷺ مكة يوم الفتح أغلق عثمان باب البيت وصعد السطح فطلب رسول الله ﷺ المفتاح، فقيل: إنه مع عثمان، فطلبه منه رسول الله ﷺ فأبى، وقال: لو علمت أنه رسول الله لم أمنعه المفتاح، فلوى علي رضي الله عنه يده فأخذ منه المفتاح وفتح الباب فدخل رسول الله ﷺ البيت وصلى فيه ركعتين، فلما خرج سأله العباس المفتاح، أن يعطيه ويجمع له بين السقاية والسدانة، فأنزل الله تعالى هذه الآية، فأمر رسول الله ﷺ أن يرد المفتاح إلى عثمان ويعتذر إليه، ففعل ذلك علي رضي الله عنه، فقال له عثمان: أكرهت وآذيت ثم جئت ترفق، فقال علي: لقد أنزل الله تعالى في شأنك قرآنأ , وقرأ عليه الآية، فقال عثمان: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، وكان المفتاح معه، فلما مات دفعه إلى أخيه شيبة، فالمفتاح والسدانة في أولادهم إلى يوم القيامة(.
***
القصة السابعة
استوصوا بالنساء خيرا (اتقوا الله واستوصوا بالنساء خيرا)
يقول ابن عباس رضي الله عنهما ويحكي طرفا مما كان يحدث في الجاهلية: كانوا إذا مات الرجل وترك زوجته وأمواله، كان أولياؤه أحق بامرأته، أي: كان عرفهم أن أولياء الميت وورثته أولى وأحق بالتصرف في زوجته، فيمسكونها إن شاء بعضهم تزوجها، أي: إن أراد أحد هؤلاء الأولياء أن يتزوجها تزوجها دون اعتبار لإذنها أو لإذن أهلها، وإن شاؤوا زوجوها، أي: وإن شاء الأولياء من الورثة أن يتولوا هم زواجها من غيرهم إن أرادوا فعلوا، وإن شاؤوا لم يزوجوها، أي: يمنعوها من الزواج منهم ومن غيرهم؛ لما معها من ميراث، وذلك لأنهم كانوا يرون أنهم أحق بولايتها من أقاربها؛ كأبيها وما شابه، فأنزل الله عز وجل (لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها) ينهاهم فيها عن فعلهم هذا , لأن الاسلام دين يكرم المرأة، ويحفظ حقوقها.
***
القصة الثامنة
النصر لأهل الإسلام (إن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم)
أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم يأتي بعدهم المؤمنون؛ فالمرء يبتلى على قدر دينه، ولما كان صحابة النبي صلى الله عليه وسلم من أكمل الناس بعد الأنبياء، كان بلاؤهم شديدا، ومحنتهم عظيمة، وقد أراد الله لهم ذلك؛ ليمحصهم ويرفع درجاتهم في الآخرة، وكان خباب بن الأرت رضي الله عنه من أشد الصحابة تعرضا للعذاب في مكة في بداية البعثة النبوية، و جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم مع بعض أصحابه وهو نائم متوسد بردة في ظل الكعبة، فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله لهم، ويسأله النصر والعز والمنعة، فأخبرهم صلى الله عليه وسلم أن ما هم فيه ليسوا مختصين به من الأمم، بل كان المؤمنون فيمن قبلنا في الأمم السابقة يعذبون أيضا، وكان من طرق تعذيبهم أن يحفر له في الأرض، ثم يؤتى به، فيجعل في تلك الحفرة، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه، فيشق نصفين، وما يصده ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب، وما يصده ذلك عن دينه؛ وذلك لقوة إيمانهم، وتصديقهم لأنبيائهم، وأراد النبي صلى الله عليه وسلم بذلك أن يعرفهم بمقدار ما كان يلاقيه غيرهم من المؤمنين؛ ليثبتوا على ما هم فيه، ويصبروا على البلاء، ثم بشرهم صلى الله عليه وسلم بنصر الله لهم، وأن الله تعالى سيكتب النصر لأهل الإسلام حتى يعبد الله تعالى فيما حولهم من الأرض، فيسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف شيئا إلا الله تعالى، أو يخاف أن يأكل الذئب غنمه، أما المشركون فلا يخاف منهم؛ لأنهم إما أن يكونوا دخلوا في الإسلام، أو غلبوا، وصاروا أذلة، ولكنكم تستعجلون نصر الله المحقق.
***
القصة التاسعة
النسئ (إن النسيء زيادة في الكفر)
قال ابن عباس: النسيء أن جنادة الكناني كان يوافي الموسم في كل عام، وكان يكنى أبا ثمامة، فينادي: ألا إن أبا ثمامة لا يجاب ولا يعاب، ألا وإن صفر العام الأول العام حلال فيحله للناس، فيحرم صفرا عاما، ويحرم المحرم عاما.
وهذا مما ذم الله تعالى به المشركين من تصرفهم في شرع الله بآرائهم الفاسدة، وتحليلهم ما حرم الله وتحريمهم ما أحل الله، فإنهم كان فيهم من القوة والعصبية ما استطالوا به مدة الأشهر الثلاثة في التحريم، المانع لهم من قتال أعدائهم، فكانوا قد أحدثوا قبل الإسلام بمدة تحليل المحرم فأخروه إلى صفر، فيحلون الشهر الحرام، ويحرمون الشهر الحلال، ليواطئوا عدة ما حرم الله.
أي: كانوا يجعلون السنة ثلاثة عشر شهرا، فيحلون المحرم صفرا، فيستحلون فيه المحرمات، فأنزل الله {إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما.
***
القصة العاشرة
المساواة (لا فضل لعربي علي أعجمي الا بالتقوي)
بلال الحبشي رضي الله عنه وكان أذانه فوق الكعبة خطوة هامة يوم فتح مكة لإرساء دعائم هذا الدين عند قريش في ذلك الوقت؛ ليفقهوا الإسلام على حقيقته، وهي: أن الله عز وجل يعز من انتمى إلى هذا الدين، بصرف النظر عن جنسه وعن لونه وعن قبيلته وعن أي شيء، فمن انتمى لهذا الإسلام وإن كان أسود فهو عزيز ومن لم ينتم إليه وإن كان قرشيا فهو ذليل.
رأى المشركون من أهل قريش بعيونهم في ذلك اليوم عندما نادى صلى الله عليه وسلم على بلال رضي الله عنه وأرضاه، وأمره أن يصعد فوق الكعبة ليؤذن الأذان للصلاة ، ويصعد بلال رضي الله عنه وأرضاه فوق أشرف بقعة في الأرض، فوق الكعبة البيت الحرام؛ ليرفع الأذان لله عز وجل، الله أكبر، الله أكبر إلى آخر الأذان.
وبلال رضي الله عنه وأرضاه عندما كان يعذب في مكة قبل الهجرة كان يقول: أحد، أحد، في ذلك الوقت كان يهمس بها همسات لا يسمعها إلا من يعذبه، أما الآن فهو يصدح بالتكبير في كل أرجاء مكة المكرمة، والجميع مسلمهم ومشركهم يستمع إليه رضي الله عنه وأرضاه.وهذا الأمر كان له أشد الأثر على المشركين.
***
اللهم انا تبرأنا من كل حول الا حولك, وتبرأنا من كل قوة الا قوتك, وتبرأنا من كل عزتك الا عزتك , وتبرأنا من كل نصرة الا نصرتك, اللهم بحولك وقوتك وعزتك ونصرتك الا نصرت أخوانا لنا في فلسطين مستضعفين مخذولين, أجعل اللهم ثأرهم علي عدوهم ومن ظلمهم ومن خذلهم, أنزل الثبات عليهم وتحتهم, وسخر جنودك لهم, وأرنا في عدوهم عجائب قدرتك وعارا يلحق بهم يري من سبعين الف سنة وعدا لما قبلها وأدبا لما بعدها.