يبحث الكثير من الأئمة عن قصص خطبة الجمعة الحال أبلغ من المقال مكتوبة وورد, وذلك حتي يسهل الاقتباس منها, وعبر مصر اليوم نيوز, نعرض لكم تحميل قصص الجمعة القادمة مكتوبة ورد.
بعد اتاحة قصص خطبة الجمعة القادمة الحال أبلغ من المقال pdfعرضها لكم جاهزة للنسخ وكاملة.
قصص خطبة الجمعة القادمة 1 شعبان 1446ه – 31 يناير 2025مـ
الحال أبلغ من المقال
القصة الاولي
بل أرجوا أن يخرج الله من اصلابهم
الإنسان بطبيعته يميل إلى رد الإساءة بالمثل, ومقابلة الأذى بأذى مثله, ولكن عندما يُقابل الأذى بالإحسان، والانتقام بالعفو, فهنا وقفة. فالعظماء يرتقون فوق مشاعرهم اللحظية, ويفعلون مالا يقدر على فعله العامة, فكان صبره وموقفه العملى, مفتاحًا لدخولهم في الإسلام.
لقد أوذي النبي -صلى الله عليه وسلم- وابتلي في سبيل هذا الدين أشد البلاء؛ فقد رمي بالحجارة، وأدمي كعبه، وشج رأسه، ومع ذلك صبر وأشفق على من فعلوا ذلك وعفا عنهم؛ فإنه -صلى الله عليه وسلم- كما قال الله تعالى عنه: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}.
سألت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- النبي -صلى الله عليه وسلم: هل مر عليه وقت وزمان كانت صعوبته أشد عليه من يوم أحد؟ حيث هُزم المسلمون، وجرح النبي -صلى الله عليه وسلم-وكاد المشركون أن يصلوا إليه، فأخبرها النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه لقي من قريش الكثير من الأذى أشد مما لاقاه يوم أحد، وكان أشد ما لاقاه منهم يوم العقبة، وهو مكان مخصوص في الطائف, وكان ذلك في شوال في سنة عشر من المبعث، بعد موت أبي طالب وخديجة -رضي الله تعالى عنها، حيث عرض النبي -صلى الله عليه وسلم- الإسلام على كنانة بن عبد ياليل بن عبد كلال -وكان من أكابر أهل الطائف من ثقيف ومعه ثلاثة من زعماء من ثقيف، فلم يستجب له أحد إلى ما طلبه، بل وجد ما لم يتصوره من الجحود، والإنكار، والاستهزاء، والصد عن سبيل الله، وزادوا على ذلك أنهم آذوه وسلطوا عليه صغارهم وسفهاءهم، فرموه بالحجارة حتى سال الدم من قدميه -صلى الله عليه وسلم- فخرج من الطائف عائدا إلى مكة، فذهب حيران هائما لا يدري أين يتوجه من شدة ذلك الغم، وصعوبة ذلك الهم، فلم يفق مما كان فيه من الغم والهم، حتى بلغ قرن الثعالب.
وفي هذا المكان رفع -صلى الله عليه وسلم- رأسه إلى السماء، فإذا هو بسحابة قد أظلته على غير العادة، فنظر فإذا في السحابة جبريل -عليه السلام-وهو الملك الموكل بالوحي، فناداه فقال: إن الله قد سمع قول قومك وما ردوا عليك, وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما تشاء فيهم، فناداه ملك الجبال فسلم عليه، ثم قال: يا محمد، ذلك كما سمعت منه، فإذا أردت أن أقلب عليهم الأخشبين لفعلت, وهما جبل أبو قبيس، وجبل قعيقعان ، وهنا تجلت رحمة النبي -صلى الله عليه وسلم- فأخبر ملك الجبال أنه لا يريد ذلك العذاب لقومه وإن استحقوا لكفرهم، بل إنه يرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده، فيوحده منفردا، أو يطيعه مخلصا لا يشرك به شيئا.
وقد كان ما رجاه -صلى الله عليه وسلم- حيث دخلت مكة والطائف في دين الله سبحانه، وحسن إسلامهم، وكان منهم مسلمون موحدون بالله، وقادة عظماء وسعوا رقعة الدولة الإسلامية.
***
القصة الثانية
إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً
ليس كل ما يبدو هزيمة هو كذلك، فكثير من الابتلاءات تحمل في طياتها انتصارًا أكبر مما يتخيل صاحبها, فالعبرة بالنهاية, ولكن عبرة البداية هي الالتزام والعمل علي حفظ العهود والمواثيق حتي مع أعداء الله, ومن الله النصرة ,وتصدير حفظ المواثيق الى الصديق والعدو, حتي ازداد الصديق مع الايمان ايمانا, ولحق مع المؤمنين من كانوا لهم أعداء بالأمس.
في ذي القعدة من السنة السادسة للهجرة ، خرج النبي -صلى الله عليه وسلم – في ألف وأربعمائة مسلم ، متجهين إلى مكة لقضاء أول عمرة لهم بعد الهجرة ، وحملوا معهم السلاح توقعاً لشر قريش ، وحين وصل المسلمون إلى عسفان (مكان بين مكة والمدينة) ، جاءتهم أخبار باستعدادات قريش لصد ومنع المسلمين من دخول مكة.
فاستشار النبي – صلى الله عليه وسلم – أصحابه ، فأشار أبو بكر- رضي الله عنه- بالتوجه إلى مكة لأداء العمرة والطواف بالبيت ، وقال : فمن صدنا عنه قاتلناه ، فقال -صلى الله عليه وسلم – : امضوا على اسم الله .
وقرب موضع يقال له الحديبية قبيل مكة ، أرسلت قريش عروة بن مسعود للتفاوض مع الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومنعه من دخول مكة وعقد معاهدة معه ، ثم أرسلت سهيل بن عمرو لإتمام المفاوضات .
وقد أسفرت هذه المفاوضات عن اتفاق سُمِّيَ في التاريخ والسيرة صلحا ، يقضي بأن تكون هناك هدنة بين الطرفين لمدة عشر سنوات ، وأن يرجع المسلمون إلى المدينة هذا العام فلا يقضوا العمرة إلا العام القادم ، وأن يرد محمد – صلى الله عليه وسلم -من يأتي إليه من قريش مسلما ، وألا ترد قريش من يأتيها مرتدا ، وأن من أراد أن يدخل في عهد قريش دخل فيه ، ومن أراد أن يدخل في عهد محمد – صلى الله عليه وسلم -من غير قريش دخل فيه.
وقد وافق الرسول -صلى الله عليه وسلم – على شروط المعاهدة ، التي بدا للبعض أن فيها إجحافا وذلاً للمسلمين ، لكن الرسول -صلى الله عليه وسلم – كان مدركا وموقنا أن هذا الصلح سيكون فاتحة خير وبركة على المسلمين ، وهو ما تحقق بعد ذلك .
وبعد الانتهاء من كتابة وثيقة الصلح والمعاهدة جاء أبو جندل بن سهيل بن عمرو – رضي الله عنه – وهو في قيوده هارباً من المشركين في مكة ، فقام إليه أبوه ـ سهيل ـ فضربه في وجهه وقال : هذا يا محمد أول من أقاضيك عليه أن ترده إليَّ ، فأعاده النبي -صلى الله عليه وسلم -للمشركين ، فقال أبو جندل : يا معشر المسلمين أَأُُرَد إلى المشركين يفتنونني في ديني؟! ، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم : إنا عقدنا بيننا وبين القوم عهدا ، وإنا لا نغدر بهم .
ثم طمأنه النبي – صلى الله عليه وسلم ـ-قائلا: يا أبا جندل اصبر واحتسب ، فإن الله جاعل لك ولمن معك فرجاً ومخرجا.
وفي أعقاب صلح الحديبية وعودة النبي-صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة ، استطاع أبو بصير أن يفر بدينه من التعذيب في سجون قريش في مكة المكرمة ، فبعثت قريش اثنين من رجالها إلى النبي- صلى الله عليه وسلم – ليعودا به تنفيذاً لشروط المعاهدة ,فقالوا : العهد الذي جعلت لنا ؟ ، فدفعه إلى الرجلين, فخرجا به حتى بلغا ذا الحليفة فنزلوا يأكلون من تمر لهم ، فاحتال عليهم أبو بصير حتي ضرب أحدهم بالسيف وفر منه الأخر.
وينفلت من قريش أبو جندل بن سهيل فلحق بأبي بصير ، فجعل لا يخرج من قريش رجل قد أسلم إلا لحق بأبي بصير ، حتى اجتمعت منهم عصابة ، فو الله ما يسمعون بِعِير خرجت لقريش إلى الشام إلا اعترضوا لهم فقتلوهم وأخذوا أموالهم.
فأرسلت قريش إلى النبي- صلى الله عليه وسلم – تناشده الله والرحم بحذف هذا البند الجائر وأن من أتاه من قريش مسلما فهو في ذمته ,ولما رجع النبي – صلى الله عليه وسلم- الي المدينة مع أصحابه بعد عقد المعاهدة والصلح، أنزلت عليَّه سورة قال عنها: لهي أحب إليَّ مما طلعت عليه الشمس. ثم قرأ: إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً. (
***
القصة الثالثة
اذهبوا فأنتم الطلقاء
العفو ليس كلاماً يقال , بل ان العفو لا يقبل الا من ملك العقوبة وقدر علي القصاص, وملك القدرة على الانتقام، ثم جنح للسلم والعفو، فهنا وقفه اجلال وتعظيم من الأعداء قبل الاصدقاء , وسمو أخلاق وقوة قلب من صاحب العفو, فكان فتح مكة فتحا للقلوب قبل الألسن, وموقفاً أبلغ مما لا يحصي من الكلمات والمواعظ, حتي دخلوا في دين الله.
أقبل النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم فتح مكة من أعلى مكة على راحلته مردفا أسامة بن زيد ومعه بلال ومعه عثمان بن طلحة من الحجبة حتى أناخ في المسجد ثم أغلق عليه الباب وعلى أسامة وبلال ، فاستقبل الجدار الذي يقابل الباب ، حتى إذا كان بينه وبينه قدر ثلاثة أذرع ، وقف وصلى هناك ، ثم دار في البيت ، وكبر في نواحيه ، ووحد الله ، ثم فتح الباب ، وقريش قد ملأت المسجد صفوفا ينتظرون ماذا يصنع ، فأخذ بمقبضي الباب وهم تحته .
فقال : ” لا إله إلا الله وحده ، لا شريك له ، صدق وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ، ألا كل مأثرة أو مال أو دم ، فهو تحت قدمي هاتين إلا سدانة البيت وسقاية الحاج ، ألا وقتل الخطإ شبه العمد السوط والعصا ، ففيه الدية مغلظة ، مائة من الإبل أربعون منها في بطونها أولادها .
يا معشر قريش إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية ، وتعظمها بالآباء ، الناس من آدم وآدم من تراب ” ثم تلا هذه الآية) ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير (، ثم قال : ” يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم ؟ ” قالوا : خيرا أخ كريم وابن أخ كريم ، قال : ” فإني أقول لكم كما قال يوسف لإخوته : لا تثريب عليكم اليوم اذهبوا فأنتم الطلقاء .
***
القصة الرابعة
فلو قد فعلت ذلك
القائد الحقيقي لا يكون فقط في ساحة القتال، بل في المواقف الصعبة التي تتطلب الحكمة والبصيرة. أحيانًا لا يحتاج الموقف إلى خطب أو أوامر، بل إلى فعل بسيط يُحتذى به , للوقوف أمام أزمة ظاهرية, حتي تكون أفعال القائد أبلغ من كلمات كثيرة.
لما تم الصلح بين النبي- صلى الله عليه وسلم – ومشركي قريش قام رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال: يا أيها الناس انحروا واحلقوا ، قال: فما قام أحد، قال: ثم عاد بمثلها، فما قام رجل حتى عاد بمثلها، فما قام رجل، فرجع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فدخل على أم سلمة فقال: يا أم سلمة ! ما شأن الناس؟ قالت: يا رسول الله قد دخلهم ما قد رأيت، فلا تكلمن منهم إنساناً، واعمد إلى هديك حيث كان فانحره، واحلق فلو قد فعلت ذلك، فعل الناس ذلك، فخرج رسول الله- صلى الله عليه وسلم -لا يكلم أحدا حتى أتى هديه فنحره ثم جلس فحلق، فقام الناس ينحرون ويحلقون.
***
القصة الخامسة
أطع أبا القاسم
التأثير الحقيقي لا يكون بالكلام فقط، بل بالسلوك الذي ينعكس على من حولك دون أن تشعر, حتي يرى غيرك فيك مثالًا حيًا للأخلاق الكريمة والتسامح، فينقاد اليك بلا مناظرة أو جدال، بل بسبب الأفعال ورسالة للناس جميعا: لا تقل للناس ما هو الحق، بل عش الحق أمامهم، وسيتبعونك.
كان غلاماً يهودياً فقيرا من عامّة أهل المدينة، يعمل خادماً في البيوت والأحياء، يقضي الحوائج، ويعين في الأعمال، وانتهي ذلك الي بيت رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، ليعيش في كَنَفه ويتفيّأ من ظلاله، فأبصر نموذجاً حياً لم يعهده من الأخلاق السامية والخصال الفاضلة، إذ لم يسبق له أن رأى سيّداً لا يضرب خادمه ولا يعنّفه، ولكن يُحسن إليه ويلاطفه، بل ويزيد على ذلك بأن يطعمه مما يطعم، ويُلبسه مما يلبس، فأحبه الغلام على ذلك.
فمرض هذا الغلام، أتاه النبي -صلى الله عليه وسلم- يعوده ويزوره، فقعد عند رأسه، وطلب منه أن يسلم، فنظر الغلام إلى أبيه وهو عنده، وكأنه تردد في الأمر، أو أنه كان مريدا للإسلام وإنما كان يخاف من أبيه؛ فلذلك التفت إليه، فأجابه أبوه أن أطع أبا القاسم، فأسلم الغلام، فخرج النبي- صلى الله عليه وسلم-من عنده وهو يقول: الحمد لله الذي أنقذه، فخلصه ونجاه بي من النار.
***
القصة السادسة
ما طابت نفس أحد بمثل هذا إلا نفس نبي
الكرم لا يكون فقط بالعطاء، بل بالقدرة على التأثير في القلوب, هناك من يشتري الناس بالمال، وهناك من يملك قلوبهم ليس بكثرة الكلام في مواطن كثيرة, ولكن بحسن المعاملة ولو بعمل واحد, وهذا كفيل أن تتحول العداوة إلى محبة واحسان يأسر القلوب قبل العقول.
لما كان يوم الفتح هرب صفوان بن أمية, خائفا على نفسه ففَرَ من مكة، وخرج في اتجاه البحر ومعه غلام اسمه يسار، فقال عمير بن وهب: يا نبي الله إن صفوان بن أمية سيد قومه، وقد خرج هارباً منك ليقذف نفسه في البحر. فأمِّنْه يا رسول الله، قال: هو آمن، فقال: يا رسول الله فأعطني آية يعرف بها أمانك، فأعطاه رسول الله عمامته التي دخل فيها مكة، فخرج بها عمير حتى أدركه وهو يريد أن يركب البحر فقال: يا صفوان: فداك أبي وأمي! الله الله في نفسك أن تهلكها، هذا أمان من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد جئتك به، قال: ويلك اغرب عني فلا تكلمني، قال: فداك أبي وأمي! أفضل الناس، وأبر الناس وأحلم الناس وخير الناس! ابن عمك، عزه عزك، وشرفه شرفك، وملكه ملكك، قال: إني أخافه على نفسي، قال: هو أحلم من ذلك وأكرم، فرجع معه حتى وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال صفوان: إن هذا يزعم أنك أمَّنتني، قال: صدق، قال: فاجعلني في الخيار شهرين، قال: أنت في الخيار أربعة أشهر.
وفي شهر شوال وبعد فتح مكة كانت غزوة حنين، التي انتهت بانتصار كبير للمسلمين، وقف النبي صلى الله عليه وسلم يقسِّم الغنائم على كثرتها، فرأى أن يتألف البعض بالغنائم تأليفا لقلوب بعضهم، ولحداثة عهد البعض الآخر بالإسلام، ومن هؤلاء صفوان بن أمية الذي لم يكن قد أسلم، وكان هدف النبي -صلى الله عليه وسلم- من هذا العطاء مع تأليفهم وتثبيتهم , تحويل قلوبهم من حب الدنيا إلى حب الإسلام، بعد أن يخالط الإيمان بشاشة قلوبهم، ويتذوقون حلاوته.
فبينا هو يسير ينظر إلى الغنائم ، ومعه صفوان ، فجعل ينظر إلى شعب ملأى نعما وشاء ورعاء ; فأدام النظر ، ورسول الله يرمقه ، فقال : أبا وهب ، يعجبك هذا ؟ قال : نعم . قال : هو لك . فقال : ما طابت نفس أحد بمثل هذا إلا نفس نبي ! أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله .
يقول صفوان بن أمية رضي الله عنه: (لقد أعطاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما أعطاني وإنه لأبغض الناس إليَّ، فما زال يعطيني حتى إنه لأحب الناس إليَّ) .
***
القصة السابعة
جابر عثرات الكرام
صاحب المعروف لا يسقط، وإن تعثر وجد من يرفعه, فإن كان يرفع الناس بكلماته, رفعه الناس بكلماتهم, وإن كان يرفعهم بأفعاله, وجد منهم ذلك , وسخّر الله له من يعينه وقت الضيق, إنه قانون إلهي, من يسعى في قضاء حوائج الناس، يجعل الله له مخرجًا في أشد لحظاته ضعفًا.
كان في أيام سليمان بن عبد الملك رجل من بني أسد يقال له “خزيمة بن بشر”، وكان مشهورا بالمروءة والكرم والمواساة، وكانت نعمته وافرة، فلم يزل على تلك الحالة حتى افتقر واحتاج إلى إخوانه الذين كان يواسيهم ويتفضل عليهم، فأعطوه حينا ثم ملوه، فلما رأى تغيرهم أتى امرأته وكانت ابنة عمه فقال لها: يا بنت العم! قد رأيت من إخواني تغيُّرا، وقد عزمت على لزوم بيتي إلى أن يأتيني الموت، ثم أغلق بابه عليه، وأقام يتقوت بما عنده حتى نفد، وبقي حائرا في حاله.
وكان عكرمة الفياض (سمي بذلك لفرط كرمه) واليا على الجزيرة وقتها، فبينما هو في مجلسه، إذ جرى ذكر خزيمة بن بشر، فقال عكرمة: ما حاله؟ فقالوا: صار في أسوأ الأحوال، وقد أغلق بابه، ولزم بيته. فقال عكرمة الفياض: فما وجد خزيمة بن بشر مواسيا ولا مكافئا؟
فلما كان الليل عمد عكرنة إلى أربعة آلاف دينار فجعلها في كيس واحد، ثم أمر بإسراج دابته، وخرج سراً من أهله، فركب ومعه غلام واحد يحمل المال، ثم سار حتى وقف بباب خزيمة، فأخذ الكيس من الغلام، ثم أبعده عنه، وتقدم إلى الباب فطرقه بنفسه، فخرج خزيمة فقال له: أصلح بهذا شأنك، فتناوله فرآه ثقيلا، فوضعه وقبض على لجام الدابة وقال له: من أنت جُعلت فداك؟ قال له: ما جئت في هذا الوقت وأنا أريد أن تعرفني، قال خزيمة: فما أقبله أو تخبرني من أنت؟ قال: أنا جابر عثرات الكرام، قال: زدني، قال: لا، ثم مضى.
ودخل خزيمة بالكيس إلى امرأته فقال لها: أبشري فقد أتى الله بالفرج، فلو كان في هذا فلوس كانت كثيرة، قومي فاسرجي، قالت: لا سبيل إلى السراج، فبات يلمس الكيس فيجد تحت يده خشونة الدنانير.
ورجع عكرمة إلى منزله فوجد امرأته قد افتقدته، وسألت عنه، فأُخبرت بركوبه منفرداً، فارتابت، فلما رآها تلك الحالة قال لها: ما دهاك يا ابنة العم؟ قالت: سوء فعلك بابنة عمك، أمير الجزيرة لا يخرج بعد هدأة من الليل منفرداً عن غلمانه في سرّ من أهله إلا إلى زوجة أو سريّة؟ فقال: لقد علم الله ما خرجتُ لواحدة منهما، قالت: لابد أن تُعلمني، قال: فاكتميه إذاً، قالت: أفعل، فأخبرها بالقصة على وجهها.
ثم أصبح خزيمة فصالح غرماءه، وأصلح من حاله، ثم تجهز يريد سليمان بن عبد الملك بفلسطين، فلما وقف ببابه دخل الحاجب فأخبره بمكانه، وكان مشهوراً لمروءته، وكان الخليفة به عارفا، فأذن له، فلما دخل عليه وسلم بالخلافة قال: يا خزيمة! ما أبطأك عنا؟، فقال: سوء الحال يا أمير المؤمنين، قال: فما منعك من النهضة إلينا؟ قال: ضعفي. قال: فمَن أنهضك؟ قال: لم أشعر يا أمير المؤمنين بعد هدأة من الليل إلا ورجل يطرق بابي، وكان منه كيت وكيت، وأخبره بقصته من أولها إلى آخرها، فقال: هل عرفته؟ قال: لا والله لأنه كان متنكرا، وما سمعت منه إلا “جابر عثرات الكرام.
قال: فتلهف سليمان بن عبد الملك على معرفته، وقال: لو عرفناه لأعنَّاه على مروءته، ثم قال علّي بقناة، فأتي بها فعقد لخزيمة الولاية على الجزيرة، وعلى عمل عكرمة الفياض، وأجزل عطاياه، وأمره بالتوجه إلى الجزيرة.
خرج خزيمة متوجها إلي الجزيرة، فلما قرب منها خرج عكرمة وأهل البلد للقائه فسلم عليه، ثم سارا جميعاً إلى أن دخلا البلد، فنزل خزيمة في دار الإمارة، وأمر أن يؤخذ عكرمة وأن يحاسَب وما يدري أنه صاحبه، فحوسب، ففضل عليه مال كثير، فطلبه خزيمة بالمال، فقال: مالي إلى شيء منه سبيل، فأمر بحبسه، ثم بعث يطالبه، فأرسل إليه: إني لست ممن يصون ماله لغرضه (أي لا يبقي منه شيئا ولا يدخر.
فأمر به فكُبل بالحديد وضُيِّق عليه، وأقام على ذلك شهراً، فأضناه ثقل الحديد، وأضرّ به، وبلغ ذلك ابنة عمه، فجزعت عليه واغتمت، ثم دعت مولاة لها ذات عقل وقالت: امضي الساعة إلى باب هذا الأمير فقولي: عندي نصيحة، فإذا طُلبت منك قولي: ولا أقولها إلا للأمير خزيمة، فإذا دخلتِ عليه سليه الخلوة، فإذا فعل قولي له: ما كان هذا جزاء جابر عثرات الكرام منك في مكافأتك له بالضيق والحبس والحديد؟، قال: ففعلت ذلك، فلما سمع خزيمة قولها قال: واسوأتاه! جابر عثرات الكرام غريمي؟!، قالت: نعم.
فأمر من وقته بدابته فأُسرجت، وركب إلى وجوه أهل البلد فجمعهم، وسار بهم إلى باب الحبس ففُتح، ودخل فرأى عكرمة الفياض في قاع الحبس متغيراً قد أضناه الضر، فلما نظر عكرمة إلى خزيمة وإلى الناس أحشمه ذلك، فنكس رأسه، فأقبل خزيمة حتى انكب على رأسه فقبله، فرفع رأسه إليه وقال: ما أعقب هذا منك؟!! قال: كريم فعلك وسوء مكافأتي، قال يغفر الله لنا ولك، ثم أمر بفك قيوده، وأن توضع في رجليه، فقال عكرمة: تريد ماذا؟، قال: أريد أن ينالني من الضر مثل ما نالك، فقال: أقسم عليك بالله أن لا تفعل.
فخرجا جميعاً إلى أن وصلا إلى دار خزيمة، فأكرمه وحسن هيئته، واعتذر من زوجته, ثم سأله أن يسير معه إلى أمير المؤمنين، وهو يومئذ مقيم بالرملة، فأنعم له بذلك، فسارا جميعا حتى قدما على سليمان بن عبد الملك، فدخل الحاجب فأخبره بقدوم خزيمة بن بشر، فراعه ذلك وقال: والي الجزيرة يقدم علينا بغير أمرنا مع قرب العهد به؟!؛ ما هذا إلا لحادث عظيم!
فلما دخل عليه قال قبل أن يسلِّم: ما وراءك يا خزيمة؟ قال: خير يا أمير المؤمنين، قال: فما أقدمك؟ قال: ظفرت بـ”جابر عثرات الكرام”، فأحببت أن أسرك لما رأيت من شوقك إلى رؤيته، قال: ومن هو؟ قال: عكرمة الفياض.
فأذن له في الدخول، فدخل فسلم عليه بالخلافة، فرحب به، وأدناه من مجلسه، وقال: يا عكرمة كان خيرك له وبالا عليك، ثم قال له: اكتب حوائجك وما تختاره في رقعة، فكتبها، وقضيت على الفور، ثم أمر له بعشرة آلاف دينار، مع ما أضيف إليها من التحف والظرف، ثم دعا بقناة وعقد له على الجزيرة وأرمينية وأذربيجان، وقال له: أمرُ خزيمة إليك؛ إن شئت أبقيته، وإن شئت عزلته، قال: بل رده إلى عمله يا أمير المؤمنين، ثم انصرفا جميعاً، ولم يزالا عاملين لسليمان بن عبد الملك مدة خلافته.
***
القصة الثامنة
لكن عليك خشينا وقفة الخجل
الكلام ليس معيار الصداقة، والا كان أصلبهم صداقه أكثرهم تشدقاً, ولكن المواقف هي التي تكشف معادن الناس, فقد يحيط بك الأصدقاء في الرخاء، لكن عند الحاجة يختفون , أو يمطرونك بوابل من الكلمات التي لا يشتري بها ولا يبتاع, إلا من كان قلبه نقيًا.
شاب ثري ثراءً عظيمًا وكان والده يعمل بتجارة الذهب والياقوت ,وكان الشاب يؤثر على نفسه أصدقاؤه أيما إيثار, وهم بدورهم يجلونه ويحترمونه بشكل لا مثيل له , ودارت الأيام دورتها وشاءت الأقدار أن يموت والد الشاب وتفتقر العائلة افتقارًا شديدًا.
فبدأ الشاب يبحث عن أصدقاء الماضي – أيام رخائه – فعلم أن أعز صديق كان يكرمه ويؤثر عليه أكثرهم مودة وقربًا منه قد أثرى ثراءً لا يوصف وأصبح من أصحاب القصور والأملاك والأموال، فتوجه إليه عسى أن يجد عنده عملًا أو سبيلًا لإصلاح حاله ,فلما وصل باب القصر استقبله الخدم والحشم، فذكر لهم صلته بصاحب الدار وما كان بينهما من مودة قديمة , فذهب الخدم وأخبروا صديقه بذلك ، فنظر إليه من خلف ستارٍ ليراه، وقد بدا شخصا رث الثياب عليه آثار الفقر , فلم يرض بلقائه، وأمر الخدم أن يخبروه بأن صاحب الدار لا يمكنه استقبال أحد .
فذهب الرجل والدهشة تأخذ منه مأخذها وهو يتألم على الصداقة كيف ماتت , وعلى القيم كيف تذهب بصاحبها بعيدًا عن الوفاء، وتساءل عن الضمير كيف يمكن أن يموت وكيف للمروءة أن لا تجد سبيلها في نفوس البعض.
وقريبًا من دياره صادف ثلاثة من الرجال عليهم أثر الحيرة وكأنهم يبحثون عن شيء فقال لهم ما أمركم يا قوم ؟ قالوا له : نبحث عن رجل اسمه فلان بن فلان وذكروا اسم والده فقال لهم : إنه أبي وقد توفي منذ زمن، فتأسفوا وذكروا أباه بكل خير، وقالوا له : إن أباك كان يتاجر بالمجوهرات وله عندنا قطع نفيسة من المرجان كان قد تركها عندنا أمانة، فأخرجوا كيسًا كبيرًا قد ملئ مرجانا ، فدفعوه له ورحلوا، والدهشة تعلوه وهو لا يصدق ما يرى ويسمع , ولكن تساءل أين اليوم من يشتري المرجان , فإن عملية بيعه تحتاج إلى أثرياء والناس في بلدته ليس فيهم من يملك شراء قطعة واحدة .
مضى في طريقه وبعد برهة من الوقت صادف امرأة كبيرة في السن عليها آثار النعمة والخير فقالت له : يا بني أين أجد مجوهرات للبيع في بلدتكم ، فتسمّر الرجل في مكانه ليسألها عن أي نوع من المجوهرات تبحث فقالت: أريد أحجارًا جميلة الشكل ومهما كان ثمنها , فسألها إن كان يعجبها المرجان , فقالت: نعم المطلب، فأخرج بضع قطع من الكيس ، فاندهشت المرأة لما رأت, فابتاعت منه قطعًا، ووعدته بأن تعود لتشتري منه المزيد , وهكذا عادت الحال إلى يسر بعد عسر ، وعادت تجارته تنشط بشكل كبير .
فتذكر بعد حين من الزمن ذلك الصديق الذي ما أدى حق الصداقة ، فبعث له ببيتين من الشعر بيد صديق جاء فيهما :
صحبت قومًا لئامًا لا وفاء لهم يدعون بين الورى بالمكر والحيل
كانوا يجلونني مذ كنت رب غنى وحين أفلست عدوني من الجهــــل
فلما قرأ ذلك الصديق هذه الأبيات كتب على ورقة ثلاثة أبيات وبعث بها إليه جاء فيها :
أما الثلاثة قد وافوك من قبلي ولم تكن سببًا إلا من الحيل
أما من ابتاعت المرجان والدتي وأنت أنت أخي بل منتهى أملي
وما طردناك من بخل ومن قلل لكن خشينا عليك وقفة الخجل
***
القصة التاسعة
هذه أمة حُكمُها رحمة ونعمة
العدل أساس الحكم، والعدل ليس كلاما علي ورق, بل هو عمل علي أرض الواقع, أسجع أو لا تسجع, تتكلم او تصمت فالأمر سيان , ولكن لن تملك القلوب الا بإظهار العدل وتطبيقه, حينها تكون النتيجة أن يدخل أهل البلاد في الإسلام عن قناعة، لا بالسيف والكلام، بل بالعدل الذي لم يروا له مثيلًا.
في خلافة أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز -رحمه الله – كان قتيبة بن مسلم الباهلي -رحمه الله – يفتح المدن والقرى ينشر دين الله في الأرض , وفتح الله على يديه مدينة سمرقند, افتتحها بدون أن يدعوَ أهلها للإسلام أو الجزية, ثم يمهلهم ثلاثاً كعادة المسلمين , ثم يبدأ القتال .
فلما علم أهل سمرقند بأن هذا الأمر مخالف للإسلام كتب كهنتها رسالة إلى سلطان المسلمين في ذلك الوقت وهو عمر بن عبد العزيز عليه -رحمة الله- أرسلوا بهذه الرسالة أحد أهل سمرقند يقول هذا الرسول:- فلما ذهبت دلني الناس على رجل يأخذ طيناً ويسدّ به ثُلمة في الدار وامرأة تناوله الطين , قال: فرجعت إلى الذي دلّني وقلت: أسألك عن دار أمير المؤمنين وتدلّني على طيّان! فقال: هو ذاك أمير المؤمنين .
قال: فطرقت الباب وذهبت المرأة وخرج الرجل فسلّم علي ورحّب بي وغسّل يديه, وقال: ما تريد؟ قلت: هذه رسالة من كهنة سمرقند فقرأها ثم قلبها فكتب على ظهرها, من عبد الله عمر بن عبد العزيز إلى عامله في سمرقند أن انصب قاضياً ينظر فيما ذكروا, ثم ختمها وناولنيها.
فانطلقت أقول: فلولا أني خشيت أن يكذبني أهل سمرقند لألقيتها في الطريق ماذا تفعل هذه الورقة وهذه الكلمات في إخراج هذه الجيوش العرمرم وذلك القائد الذي دوّخ شرق الأرض برمتها .
فلما وصلت إلى سمرقند وقرأ الكهنة الرسالة ,ذهبوا بها إلى عامل عمر على سمرقند فنصّب لهم القاضي جُمَيْع بن حاضر الباجي لينظر في شكواهم ,ثم اجتمعوا في يوم وسألناه دعوانا فقلنا اجتاحنا قتيبة, ولم يدعنا إلى الإسلام ويمهلنا لننظر في أمرنا فقال القاضي: لخليفة قتيبة وقد مات قتيبة – رحمه الله – :أنت ما تقول؟
قال: لقد كانت أرضهم خصبة وواسعة فخشي قتيبة إن أذنهم وأمهلهم أن يتحصنوا عليه .قال القاضي: لقد خرجنا مجاهدين في سبيل الله وما خرجنا فاتحين للأرض أشراً وبطراً , ثم قضى القاضي بإخراج المسلمين على أن يؤذنهم القائد بعد ذلك وفقاً للمبادئ الإسلامية .
ما ظنّّ أهل سمرقند أنّ تلك الكلمات ستفعل فعلها ما غربت شمس ذلك اليوم ورجل من الجيش الإسلامي في أرض سمرقند , خرج الجيش كله ودعوهم إلى الإسلام أو الجزية أو القتال . فلما رأى أهل سمرقند ما لا مثيل له في تاريخ البشرية من عدالة تنفذها الدولة على جيشها وقائدها , قالوا: هذه أمة حُكمُها رحمة ونعمة , فدخل أغلبهم في دين الله وفُرضت الجزية على الباقين.
***
القصة العاشرة
السيف أصدق إنباء من الكتب
ما زالت الكلمات تصب في الأذن, والأفعال تصب في أرض الواقع والحال, وأن الكرامة لا تحميهما الخرافات ولا الكلمات، بل القوة والإرادة الحقيقية, والاعداد لأعداء الله بالقوة والعتاد, حتي يثبت بالفعل ما عجزت عنه الكلمات.
أغار الروم في أيام المعتصم بالله بن هارون الرشيد على بلدة زِبَطْرَة المسلمة وعاثوا فيها فساداً، واعتدى رومي من أهل عمّورية على امرأة عربية مسلمة فصاحت مستنجدة بعبارتها المشهورة بين العرب إلى هذا اليوم «وامعتصماه» بمعنى أغثني أيها المعتصم ، فسخر منها الرومي، ووصل خبر ذلك إلى المعتصم فأقسم أن ينصرها، وغزا بلاد الروم، حيث وقعت معركة عمورية الشهيرة بين الخلافة العباسية والإمبراطورية البيزنطية في رمضان من عام 223 هـ الموافق لأغسطس من عام 838 م. وكانت هذه المعركة من أهم المعارك الإسلامية – البيزنطية.
وكان الجيش العباسي بقيادة الخليفة المعتصم بالله الذي حكم فيما بين 833 -842م، وأما الجيش البيزنطي فقد كان بقيادة توفيل بن ميخائيل سليل الأسرة العمورية .
انتصر العرب المسلمون نصراً مؤزراً، وفُتحت عمّورية، وأُسر ذلك الرومي، وأحضرت المرأة لتراه ويراها، رغم أن المنجمين كانوا قد نصحوا المعتصم بالانتظار حتى ينضج التين والعنب، لأنه لن يستطيع فتح عمّورية قبل ذلك، لكنه لم يستمع لنصيحتهم، وغزاها وانتصر، فأنشد أبو تمام حبيب بن أوس الطائي في هذه المناسبة قصيدته المحتفية بالعقل والتدبير والحزم والعزم والفعل ضد الخزعبلات والرجم بالغيب والكلام الذي لا فائدة منه فقال:
السَّيْفُ أَصْدَقُ إِنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ
في حدهِ الحدُّ بينَ الجدِّ واللَّعبِ
أَيْنَ الروايَة ُ بَلْ أَيْنَ النُّجُومُ وَمَا
صَاغُوه مِنْ زُخْرُفٍ فيها ومنْ كَذِبِ
تخرُّصاً وأحاديثاً ملفَّقة ً
***
اللهم إنا تبرأنا من كل حول الا حولك, وتبرأنا من كل قوة الا قوتك, وتبرأنا من كل عزة الا عزتك , وتبرأنا من كل نصرة الا نصرتك, اللهم بحولك وقوتك وعزتك ونصرتك إلا نصرت أخوانا لنا في فلسطين مستضعفين مخذولين, أجعل اللهم ثأرهم علي عدوهم ومن ظلمهم ومن خذلهم, أنزل الثبات عليهم وتحتهم, وسخر جنودك لهم, وأرنا عجائب قدرتك في عدوهم, وعارا يلحق بهم, يري من سبعين الف سنة وعيدا لما قبلها وأدبا لما بعدها. وأحفظ علينا مصرنا الحبيبة الغالية آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان, واحفظ علينا ديننا من الشبهات والشهوات.