خطبة الجمعة القادمة للشيخ عصام النجار
خطبة الجمعة القادمة للشيخ عصام النجار

خطبة الجمعة القادمة للشيخ عصام النجار بعنوان “أنت عند الله غال”

مع اقتراب يوم الجمعة المبارك، يُصبح البحث عن خطبة مميزة تحاكي قلوب المسلمين مطلبًا شائعًا بين الخطباء والمصلين، لما تحمله خطبة الجمعة من تأثير كبير في تعزيز الإيمان والتذكير بواجباتنا كمسلمين، ويسعدنا أن نقدم اليوم نموذجًا مميزًا لخطبة الجمعة القادمة للشيخ عصام النجار، والتي تأتي بعنوان: “أنت عند الله غالٍ”، مسلطة الضوء على مكانة الإنسان العظيمة عند خالقه وتكريمه بفضائل لا تعد ولا تحصى.

خطبة الجمعة القادمة للشيخ عصام النجار

نستعرض معكم اليوم خطبة الجمعة القادمة مكتوبة pdf للشيخ عصام النجار تحت عنوان “أنت عند الله غالِِ”، وهي كالتالي:

خطبة الجمعة القادمة للشيخ عصام النجار بعنوان

“أنت عند الله غالٍ”

الحمد لله الذي كرّم بني آدم وفضّلهم على كثيرٍ من خلقه، نحمده سبحانه وتعالى على جزيل عطاياه، ونشكره على نعمه التي لا تعد ولا تحصى. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، خير من بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد

أيها المسلمون، حديثنا اليوم عن مكانة الإنسان العظيمة عند الله سبحانه وتعالى، تلك المكانة التي تجعلنا نقدر ذواتنا ونحترم الآخرين، فالله عز وجل حين خلق الإنسان جعله محور الكون وسخّر له ما فيه، وكرّمه بأمور عظيمة تميّزه عن غيره من المخلوقات، كما قال في محكم التنزيل:
(وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) [الإسراء: 70].

المحور الأول: مظاهر تكريم الإنسان

أيها الإخوة، لقد كرّم الله الإنسان بعدة مظاهر، وأولها الخلق في أحسن تقويم، كما قال سبحانه:
(لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلۡإِنسَٰنَ فِيٓ أَحۡسَنِ تَقۡوِيمٖ) [التين: 4].
فخلقنا بأجمل صورة، وميّزنا بالعقل لنفكر ونميّز بين الخير والشر. كما سخّر لنا الأرض وما فيها، لنستخدم مواردها في إعمارها وطاعة الله، حيث قال تعالى:
(هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ ذَلُولٗا فَٱمۡشُواْ فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُواْ مِن رِّزۡقِهِۦۖ) [الملك: 15].

كما جعل الإنسان خليفة في الأرض لتحقيق العدالة والرحمة وإقامة دين الله، فقال:
(وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ) [البقرة: 30].
هذا التكريم الرباني يجعل الإنسان مسؤولًا عن إعمار الأرض وأداء واجباته بأمانة.

المحور الثاني: قيمة الإنسان عند الله ترتبط بتقواه

أيها المسلمون، إن قيمة الإنسان عند الله لا تقاس بمظهره، ولا بماله، ولا بجاهه، وإنما تقاس بتقواه. قال الله عز وجل:
(إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡ) [الحجرات: 13].
فالتقوى هي المعيار الذي يرفعك عند الله، وهي الميزان الذي يحدد مكانتك في الآخرة.

وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم هذا المعنى العظيم في خطبته في حجة الوداع، حيث قال:
“لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى.”
فاجعلوا التقوى نبراس حياتكم، فهي التي تجعل للإنسان قيمة حقيقية عند خالقه.

المحور الثالث: حرمة الإنسان ومكانته

أيها الأحبة، لقد حرم الإسلام الاعتداء على النفس البشرية، فجعل قتل نفس واحدة بغير حق كقتل الناس جميعًا. قال تعالى:
(مَن قَتَلَ نَفۡسَۢا بِغَيۡرِ نَفۡسٍ أَوۡ فَسَادٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ ٱلنَّاسَ جَمِيعٗاۚ) [المائدة: 32].

كما حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، فقال:
كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه
بل حتى الكلمات الجارحة والسخرية والتنابز بالألقاب، التي قد تبدو بسيطة، قد تؤدي إلى أذى نفسي عظيم. قال تعالى:
(وَلَا تَلۡمِزُواْ أَنفُسَكُمۡ وَلَا تَنَابَزُواْ بِٱلۡأَلۡقَٰبِ) [الحجرات: 11].

المحور الرابع: دعوة للتوبة والرجوع إلى الله

مهما بلغ الإنسان من الذنوب، فإن الله يغفر له إذا رجع إليه. قال الله عز وجل:
(قُلۡ يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ) [الزمر: 53].
فالله سبحانه ينادينا كل يوم أن نعود إليه بالتوبة الصادقة، وأن نبدأ صفحة جديدة معه ومع أنفسنا.

الخطبة الثانية

الحمد لله الذي هدانا لهذا الدين العظيم، ووفقنا إلى الصراط المستقيم، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

أيها المسلمون، إن إدراك قيمة الإنسان عند الله يحتم علينا أن نحترم أنفسنا وأن نوقر الآخرين. فلا تحقروا أحدًا مهما كان ضعيفًا أو بسيطًا، وتذكروا قول النبي صلى الله عليه وسلم:
رب أشعث أغبر ذي طمرين مدفوع بالأبواب، لو أقسم على الله لأبره

لذلك، اجعلوا من هذه الجمعة المباركة نقطة انطلاق لتغيير حياتكم نحو الأفضل، بالعمل الصالح، والكلمة الطيبة، ونشر الخير بين الناس.

اللهم اجعلنا من عبادك المكرّمين، واغفر لنا ذنوبنا، واستر عيوبنا، وأحسن لنا الختام. اللهم اجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا وسائر بلاد المسلمين.

وأقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

قدم لكم مصر اليوم نيوز خطبة الجمعة القادمة للشيخ عصام النجار، ولمتابعة المزيد عن قصص خطبة الجمعة القادمة بعنوان “أنت عند الله غالٍ” يمكنكم متابعة موقعنا المتميز.

About أبو سدرة

Check Also

خطبة الجمعة القادمة مكتوبة

تحميل قصص خطبة الجمعة .. وجعلنا من الماء كل شيء حي

قصص خطبة الجمعة وجعلنا من الماء كل شيء حي pdf , حيث يبحث الكثيرين من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *