يبحث الكثير من الأئمة عن قصص خطبة الجمعة لغة القرآن والحفاظ على الهوية مكتوبة وورد, وذلك حتي يسهل الاقتباس منها, وعبر مصر اليوم نيوز, نعرض لكم تحميل قصص الجمعة القادمة مكتوبة ورد.
بعد اتاحة قصص خطبة الجمعة القادمة.. لغة القرآن والحفاظ على الهوية نعرضها لكم جاهزة للنسخ وكاملة.
قصص خطبة الجمعة القادمة 5 جمادي الآخرة 1446ه – 6 ديسمبر 2024مـ
لغة القرآن والحفاظ على الهوية
(بلغت العربية بفضل القرآن من الاتساع مدىً لا تكاد تعرفه أيُّ لغةٍ أخرى من لغات الدنيا، والمسلمون جميعاً مؤمنون بأن العربية وحدها اللسانُ الذي أُحِلّ لهم أن يستعملوه في صلاتهم)
المستشرق الألماني كارل بروكلمان
القصة الأولى
تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ
فاقد الهوية عند ذهابه الي قوم بغير لسانه, يعوج لسانه, ليظهر لهم زيفا تحضره, ولو كان مع بني جنسه, أو حتي عندما يلقي خطابا يفر من لغته العربية كفراره من البلاء, مع أنها لغة القرآن التي حملت رسالة الإسلام إلى العالم, واستخدمها النبي -صلى الله عليه وسلم- في مخاطبة الملوك والحكام, بلسان غير لسانهم, معتزا بلغته العربية.
فقال – صلى الله عليه وسلم- مخاطبا هرقل عظيم الروم برسالة مكتوب فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم: سلام على من اتبع الهدى، أما بعد فإني أدعوك بدعوة الإسلام، أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين وإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين.
﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴾ .
***
القصة الثانية
من أقرأك هذه السورة؟
القرآن الكريم نزل على سبعة أحرف لتيسير قراءته على مختلف القبائل العربية ولهجاتهم, بلا فرض العناء أو المشقة عليه, وحفاظا علي منطق وهوية كل لسان عربي, بلا انكار أهل لسان علي أهل لسان, والدعوة الي أن تنوع القراءة رحمة وليس مدعاة للشك أو النزاع.
مر عمر بن الخطاب – رضى الله عنه- علي هشام بن حكيم بن حزام- رضى الله عنه- وهو يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاستمع لقراءته، فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئه اياها النبي -صلى الله عليه وسلم- فكاد يساوره في الصلاة، فتصبر حتى سلم، فأخذه من ردائه، وقال له: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ؟! قال: أقرأنيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال له: كذبت؛ فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد أقرأنيها على غير ما قرأت.
فانطلق به وهو ممسمك بردائه إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-فقال يا رسول الله: إني سمعت هذا يقرأ بسورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها! فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أرسله، فقال له رسول الله: اقرأ يا هشام، فقرأ عليه القراءة التي سمعها عمر – رضى الله عنه- يقرأ بها، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: كذلك أنزلت، ثم قال: اقرأ يا عمر، فقرأ القراءة التي يقرأ بها، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: كذلك أنزلت؛ إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ما تيسر منه.
***
القصة الثالثة
قراءتي خير من قراءتك
اختلاف القراءات القرآنية ظاهرة مميزة تثري اللغة العربية، وتستوعب كل تلك الألسنة وتحافظ عليها, ولا خلاف في أنها تعاضد بعضها ولا تضاد, ولكن عند سوء فهمها, يقيض الله للغة رجالا لرأب الصدع ,مصداقا لقوله تعالي: “إنا نحن نزلنا الذكر وأنا له لحافظون”.
قدم حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- على عثمان -رضي الله عنه- المدينة في خلافته، وكان عثمان -رضي الله عنه- يغازي أهل الشام في فتح أرمينية ، وأمر أهل الشام أن يجتمعوا مع أهل العراق في غزوهما وفتحهما.
ففزع حذيفة -رضي الله عنه- من اختلاف أهل الشام وأهل العراق في القراءة, وكان بعضهم يقرأ بقراءة أبي بن كعب -رضي الله عنه- وبعضهم بقراءة عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- وكل فريق يقول للآخر: قراءتي خير من قراءتك, فقال حذيفة لعثمان -رضي الله عنه-: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في القرآن اختلاف اليهود والنصارى في التوراة والإنجيل.
فأرسل عثمان بن عفان -رضي الله عنه- إلى أم المؤمنين حفصة بنت عمر -رضى الله عنها-: أن أرسلي إلينا بالصحف التي كان أبو بكر رضي الله عنه أمر زيدا -رضى الله عنه- بجمعها، ننسخها في المصاحف، ثم نردها إليك، فأرسلت بها حفصة رضي الله عنها إلى عثمان -رضى الله عنه-، فأمر زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام -رضي الله عنهم-، فنسخوا الصحف في المصاحف، فلما انتهوا أرجع إلى حفصة -رضي الله عنها- صحفها، ثم استنسخ من هذا المصحف نسخا أرسلها لسائر البلاد والأمصار، وأمرهم أن كل ما سوى ذلك يحرق، وجمع بذلك المسلمين ووحد تلاوتهم حتى لا يكون هناك نزاع وشقاق باختلافهم في قراءاتهم.
***
القصة الرابعة
ألا يقرئ الناس إلا عالم باللغة
فهم اللغة أساس فهم النصوص الشرعية, ومن فقد الأساس فقد الاستنباط والملكة, وجعل نفسه أجهل من دابة, لأنه لم يكتفى بجهله, بل أصبح في موضع من يدعوا الناس الي الجهالة, وخاصة اذا كان في كتاب الله ,فالخطأ يؤدي إلى تغيير المعنى بالكامل، ولو كان في نظر صاحبة بسيط.
قدم أعرابي في زمان عمر بن الخطاب – رضى الله عنه- فقال : من يقرئني مما أنزل الله على محمد؟ فأقراه رجل “براءة”، فقال : أن الله بريء من المشركين ورسولهِ . بالجر، فقال الأعرابي : أو قد برئ الله من رسوله؟! إن يكن الله برئ من رسوله فأنا أبرأ منه .
فبلغ عمر مقالة الأعرابي، فدعاه فقال : يا أعرابي، أتبرأ من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال : يا أمير المؤمنين، إني قدمت المدينة ولا علم لي بالقرآن، فسألت : من يقرئني؟ فأقرأني هذا سورة “براءة”، فقال : أن الله بريء من المشركين ورسولهِ . فقلت : أو قد برئ الله من رسوله؟ إن يكن الله برئ من رسوله فأنا أبرأ منه .
فقال عمر : ليس هكذا يا أعرابي . قال : فكيف هي يا أمير المؤمنين؟ فقال : أن الله بريء من المشركين ورسولهُ فقال الأعرابي : وأنا والله أبرأ مما ما برئ الله ورسوله منه .
فأمر عمر بن الخطاب ألا يقرئ الناس إلا عالم باللغة، وأمر أبا الأسود فوضع النحو .
***
القصة الخامسة
استبدله بغيره
أهمية إتقان اللغة تظهر في أدق المواقف, والصحابة – رضوان الله عليهم- فطنوا ذلك, وكانت لهم عناية فائقة لاختيار من يتولون الكتابة، حيث إن الأخطاء اللغوية, تعكس نقصا في الكفاءة لا تغتفر في ضياع اللغة العربية.
كتب كاتب لأبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- خطابا لعمر-رضي الله عنه-, فبدأه بقوله: “من أبو موسى”.” بدلا من “أبي موسى” لما سبقها من حرف جر.
فكتب إليه عمر: “أن اضربه سوطا, واستبدله بغيره”.
***
القصة السادسة
أين تذهبون منا؟
الكلمات فد تكون أحد من السيوف وأشد وطأة, اذا استعملت في موضعها, حربا أو سلما, وخاصة في اللغة العربية ومشتقاتها, لإيصال رسالة قوية تحمل المعني المراد, ولا نجد ذلك الا في اللغة العربية, وخاصة أن العرب استخدموها قبل حروبهم كما جرى بين سيدنا علي بن ابي طالب – رضي الله عنه- وعمرو بن ود.
عندما ذهب الصحابي خالد بن الوليد -رضي الله عنه- لقتال الروم في أرضهم، فرّوا وتحصنوا في مدينة قنسرين, و كانت هذه المدينة معروفة بتحصيناتها القوية، حيث امتازت بجدران منيعة وأبواب ثقيلة يصعب اقتحامها.
حاول خالد بن الوليد اقتحام المدينة لكنه لم يستطع، فقام بحصارهم من جميع النواحي سياسيًا، اجتماعيًا، واقتصاديًا، وأغلق عليهم كل الطرق, و رغم ذلك لم يفتح أهل قنسرين حصونهم.
وعند ذلك قرر خالد إرسال رسالة إلى قائد الروم، يعبر فيها عن ثقته بنصر الله وتمكينه، وقال فيها:
“من قائد المسلمين خالد بن الوليد أبو سليمان، إلى قائد الروم: أين تذهبون منا؟ والله لو صعدتم إلى السحاب لأصعدنا الله إليكم، أو لأمطرَكم علينا”
فخاف ملك الروم من تلك الكلمات القوية, وثقة المسلمين بنصر الله، فقبل بالهدنة وفتحت الحصون بدون قتال.
***
القصة السابعة
كلام من هذا؟
اللغة أداة دقيقة تعكس المعنى بدقة, ولا يؤتي القرآن أكله الا كما أنزله الله بكلماته كما هو, بلا ترادف ولا تقديم ولا تأخير ، ولا يمكن استبدال كلمة بأخرى، حيث تتوافق الصياغة مع السياق لتؤدي المعنى المطلوب، مما يعكس روعة الإعجاز اللغوي في القرآن, من لدن حكيم خبير.
يقول الأصمعي: كنت أقرأ سورة المائدة ومعي أعرابي، فقرأت هذه الآية} : والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالًا من الله والله عزيز حكيم{. لكنني قلت سهوًا “والله غفور رحيم” بدلًا من “والله عزيز حكيم”.
فقال الأعرابي: “كلام من هذا؟” فقلت: “كلام الله.”
قال: “أعد فأعدت : والله غفور رحيم”، ثم انتبهت وقلت: “والله عزيز حكيم.”
فقال الأعرابي: الآن أصبت.
فقلت: “أتحفظ سورة المائدة؟
قال: “لا.
فقلت: “كيف عرفت؟
قال: “يا هذا عزيز حكيم فأمر بالقطع، فلو غفر ورحم لما أمر بالقطع.
***
القصة الثامنة
أصقعت العتاريف؟
اللغة العربية غنية بالمفردات، ولكن التعقيد في استخدامها قد يؤدي إلى سوء الفهم, فالتواصل عبارة عن مرسل ورسالة ومستقبل, بشيء من التبسيط لتجنب اللبس، بل وكانت العرب تستهجن الفاظها, وتأخذ من القبائل ما تألفه وترد ما تأنفه, حتي حافظت بذلك على لغتها الجميلة.
ابو علقمة النحوي, الذي اشتهر عنه شدة تقعره في الكلام , ولا يستخدم الا غريب اللفظ من اللغة العربية الفصحى في التعبير عما يريد, وكان لعلقمة غلام يخدمه, وضاق صدر الغلام كلامه ، فأراد أبو علقمة الاستيقاظ مبكرا لحاجة .
فقال: “يا غلام “أصقعت العتاريف”؟”
فرد عليه الغلام قائلا: “زقفيلم.”
قال أبو علقمة: “وما زقفيلم؟ لم أسمع بها من قبل!”
فقال الغلام: “وما صقعت العتاريف؟”
قال: “إنما قصدت هل صاحت الديكة؟”
فقال الغلام: “وأنا قصدت أنها لم تصح، نم يا سيدي!”
***
القصة التاسعة
أعجمي عند الباب يا أمي !
تميز العرب بقدرتهم على حفظ اللغة دون سائر البشر, حتى في أدق التفاصيل, مع براعتهم الفطرية في التمييز بين الفصيح والدخيل واكتشاف الاختلافات اللغوية, حتي كانت معجزه النبي -صلى الله عليه وسلم-القرآن والفصاحة والبيان, وبرغم كفر من كفر منهم, الا أنهم آمنوا جميعا ببلاغة القرآن وفصاحته.
كان هناك فارسي يجيد اللغة العربية بطلاقة، حتى أنه عندما يكلم ناسا من العرب يسألونه من أي قبائل العرب أنت ؟ فيضحك، ويقول : أنا فارسي وأجيد اللغة العربية أكثر من العرب.
فذات يوم وجد مجلس قوم من العرب فجلس عندهم وتكلم معهم وسألوه : من أي قبائل العرب أنت فضحك وقال : أنا من فارس وأجيد العربية خيراً منكم.
فقال له أحد الجلوس: “اذهب الى فلان بن فلان رجل من الأعراب ، وكلمه فإن لم يعرف أنك من العجم فقد نجحت وغلبتنا كما زعمت, و كان ذلك الأعرابي ذا فراسة شديدة , فذهب الفارسي إلى بيت الأعرابي و طرق الباب, فإذا ابنة الأعرابي وراء الباب , تقول : من بالباب ؟ فرد الفارسي : أنا رجل من العرب وأريد أباك .فقالت الطفلة من وراء الباب: أبي ذهب إلى الفيافي فإذا فاء الفي أفى , أي: أن أباها ذهب إلى الصحراء فإذا حل الظلام أتى.
فنادت الأم ابنتها من بالباب ؟ فردت الطفلة : أعجمي عند الباب يا أمي !
***
القصة العاشرة
إنّ
اللغة العربية تتجاوز حدود الكلمات المكتوبة والمنطوقة إلى فهم المعاني الضمنية والإشارات الخفية,بل تحمل بين طياتها رسائل مشفرة أحيانًا, ليفهمها من يتقنها, حتي أنك عندما نقول صباح الخير للمدين يفهم أن تقول له اعطني الدين, وعندما تقولها للعاصي يفهم انك تقول له اتق الله … وهكذا.
كان أمير حلب علي بن منقذ , ذكي وفطن وشجاع ، وكان تابعًا للملك محمود بن مرداس, وحدث خلاف بين الملك والأمير، وفطن الأمير إلى أن الملك يضمر له الشر وينوي قتله، فهرب من حلب إلى دمشق.
طلب الملك من كاتبه أن يكتب رسالة إلى الأمير علي بن منقذ، يطمئنه فيها ويستدعيه للعودة إلى حلب, و كان من عادة الملوك أن يوكلوا كتابة الرسائل إلى أشخاص أذكياء، حيث كانت وظيفة الكاتب من أهم الوظائف، وأحيانًا قد يصبح الكاتب ملكًا إذا مات الملك.
شعر الكاتب بأن الملك ينوي الغدر بالأمير، فكتب له رسالة عادية جدًا، لكنه ختمها بعبارة : “إنّ شاء الله تعالى” بتشديد النون.
عندما قرأ الأمير الرسالة، استوقفته العبارة المكتوبة بشكل خاطئ، فقد كان يعرف مهارة الكاتب وحذقه، وأدرك فورًا أن الكاتب يحذره, وتذكر الأمير قول الله تعالى: “إنّ الملأ يأتمرون بك ليقتلوك”.
رد الأمير برسالة شكر عادية، مليئة بعبارات الثناء على الملك، لكنه ختمها بعبارة: “انّا الخادم المقر بالإنعام” بتشديد النون.
عندما قرأ الكاتب الرد، فهم أن الأمير قد التقط تحذيره المبطن، وأشار إلى أنه يرد عليه باستخدام الآية: “إنّا لن ندخلها أبدًا ما داموا فيها”، مؤكدًا أنه لن يعود إلى حلب طالما ظل الملك الغادر هناك.
***
اللهم إنا تبرأنا من كل حول الا حولك, وتبرأنا من كل قوة الا قوتك, وتبرأنا من كل عزة الا عزتك , وتبرأنا من كل نصرة الا نصرتك, اللهم بحولك وقوتك وعزتك ونصرتك إلا نصرت أخوانا لنا في فلسطين مستضعفين مخذولين, أجعل اللهم ثأرهم علي عدوهم ومن ظلمهم ومن خذلهم, أنزل الثبات عليهم وتحتهم, وسخر جنودك لهم, وأرنا عجائب قدرتك في عدوهم, وعارا يلحق بهم, يري من سبعين الف سنة وعيدا لما قبلها وأدبا لما بعدها. وأحفظ علينا مصرنا الحبيبة الغالية آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان, واحفظ علينا ديننا من الشبهات والشهوات.